وفيها: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبان بن سعيد بن العاص بن أمية على الصدقات إلى البحرين، وأبان من الطبقة الثالثة من المهاجرين، وأمه: هند بنت المغيرة المخزومي، وأبوه كنيته: أبو أُحَيْحَةَ، مات كافرًا بالطائف، وكان له أولاد: أبان، وعمرو، وخالد، وعبيدة، والعاص، أما خالد وعمرو فأسلما قديمًا وهاجرا إلى الحبشة، وأما العاص وأبان وعبيدة فخرجوا إلى بدر مع الكفار، فقتلَ عليٌّ العاص كافرًا، وقتلَ الزبير - رضي الله عنه - عبيدة كافرًا، وأفلتَ أبانُ صاحبُ هذه الترجمة، فكاتبه أخواه خالدٌ وعمرو من الحبشة: أَسْلِم، فقال: لا أَدَعُ دينَ آبائي، وأقام بمكة على كفره، حتَّى كان زَمَنُ الحُدَيْبية، ودخل عثمان - رضي الله عنه - إلى مكة رسولًا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجاره، ثم قدم خالد وعمرو من الحبشة سنة سبع مع أصحاب السفينتين وكتبا من الشُّعَيْبةِ إلى أبان وهو بمكّة: اقدُم علينا، فقدِم عليهم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر، فأسلم وحسن إسلامه، وولَّاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقات البحرين سنة تسع فسار إليها، وأقام بها حتَّى ارتدتِ العربُ بعد وفاةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان قد جمع مئة ألف، فقدم بها على أبي بكر - رضي الله عنه - فسُرَّ به، وكان معه ثلاثُ مئة من عبد القَيْسِ، فأكرمهم أبو بكر - رضي الله عنه -، وقال له: ارجع إلى عملك، فقال: والله لا عملتُ لأحدٍ بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يُكْرِهه أبو بكر - رضي الله عنه - (?).

* * *

وفيها (?): رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماعزًا والغامدية.

[وقد روى القصة جماعة من الصحابة منهم بريدة بن الحصيب، وجابر بن سمرة، وأبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وعمران بن الحصين وغيرهم.

فأما حديث بريدة فقال [أحمد: حدثنا أبو نعيم، حدثنا بشير بن المهاجر، حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال] (?): كنت جالسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه رجل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015