وفيها: وَفَدَ وَفْدُ بني البَكَّاء، وهم: معاوية بن ثَوْر بن عُبادة وهو يومئذ ابن مئة سنة، ومعه ابنه بِشر، والفُجَيْعُ بن جُنْدَع (?)، وعبد عمرو، فأكرمهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأجازهم، فقال له معاوية بن ثور: يا رسول الله، إني قد كَبرت فامسح على وجه ابني بِشر، فمسح عليه ووهبه أَعْنُزًا عُفْرًا - أي بيضاء - فكانت السَّنَةُ تُصيب بني البكَّاءِ ولا تصيبهم، وفي ذلك يقول محمد بن بِشْر بن معاوية: [من الكامل]

وأبي الَّذي مَسَحَ الرَّسُولُ بوجههِ ... ودعا له بالخَيْرِ والبَرَكاتِ

أعطاه أحمدُ إذ أَتَاهُ أَعْنُزًا ... عُفْرًا ثَواجِلَ لَسْنَ باللَّجِباتِ

يملأْنَ رِفْدَ الحَيَّ كلَّ عَشِيَّةٍ ... ويعودُ ذاك المَلْءُ بالغَدَواتِ

بُورِكنَ مِن مِنَحٍ وبُورِكَ مانِحًا ... وعليه منِّي ما حَييتُ صَلاتي

وكتب لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابًا فهو عند الفُجيع وقومه (?).

وفيها: قدم وفد بني عُقيل بن كعب، وفيهم ربيع بن معاوية بن خفاجةَ بن عمرو بن عقيل، وعقال بن خويلد وغيرهما، وأخذ عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإسلام، وقال لعقال ابن خويلد: قُلْ أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: أشهد أن هُبَيْرة بنَ النُّفاضة نِعْمَ الفارسُ يوم قرني لبان (?) - اسم موضع. فقال له: قل أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: أشهد أن الصريح تَحْت الرِّغْوة، فقال ثلاثًا له، فأَسْلَم، فكتب لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العقيق، ويُسمى: عقيق بني عُقيل، وفيه عيون ونخل، وكتب لهم في أديم أحمرَ (?).

* * *

وفي هذه السنة جرت قصة ثعلبة بن حاطب أحد المنافقين.

قال أبو أمامة الباهلي: جاء ثعلبة بن حاطب الأنصاري إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، اُدْعُ الله أن يرزقَني مالًا، فقال: "وَيْحَكَ يا ثَعْلَبةُ، أَمالَك في رسولِ الله أُسوةٌ حَسَنةٌ، والذي نَفسي بيدهِ، لو أَردْتُ أَن تسيرَ الجبالُ معيَ ذَهَبًا وفضةً لَسَارت". ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015