والفاكه بن النعمان بن جبلة بن صفَّارة، وعزيز ومرة ابنا مالك (?)، والطيبُ وأبو هند ابنا ذر، وجبلة بن مالك بن صفّارة، وهانئ بن حبيب بن هانئ، وخارجة بن أسود (?)، وقيل: وأسود بن جبير اللخمي، فأهدى هانئ بن حبيب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - راوية خَمْر وأفراسًا وَقَباءً مُخَوَّصًا بالذهب - أي مَنْسوجًا - فقبِلَ القباءَ والأفراس وردَّ الخمر، وقال: "إن الله حرم شُرْبها وبَيْعَها" فانْطَلَقَ فأَهْرقها في بقيع الجُحْفَةِ، وأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القباء للعباس - رضي الله عنه - فباعه من يهودي بثمانية الآف درهم. وسمى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزيزًا: عبدَ الرحمن، والطَّيِّبَ: عبدَ الله، فقال له تميم: يا رسول الله إن لنا جيرةً من الروم ولهم قريتان يقال لإحداهما: حِبْرى، والأخرى: بيت عينون، فإن فتح الله عليك بالشام فهبهما لي، فقال: "هما لك" (?).
وقال الواقدي: وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنُعيم بن أوس وأخيه تميم بن أوس: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هذا ما أنطى محمد رسول الله نعيم بن أوس وأخاه تميمًا الداريَّيْنِ حِبْرى وبيت عَيْنُونَ بالشام، سَهْلها وجَبَلها وماءَها وأنْباطها وبقرها، ولعقبهِ من بعده، لا يحاقهما فيها أحد ولا يلج عليهم فيها بظلم، فمن ظلمهم وأخذ منهم شيئًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وكتب علي بن أبي طالب (?).
وقال الهيثم: نسخة الكتاب: هذا ما أنطى محمدٌ رسولُ الله لتميم الداري وأصحابه، أنْطاهم عين، وحَبْرون، والمرْطومَ بيت إبراهيم بذمتهم، وجميع ما فيها، نَطية بتَّةً، وهي لأعْقابهم من بعدهم أبد الآبدين، فمن آذاهم فيه آذاه الله. وشهد أبو بكر ابن أبي قحافة - رضي الله عنه -، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، ومعاوية ابن أبي سفيان وكتب، وأقاموا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة حتَّى توفي، وقام أبو بكر رضوان الله عليه فأعطاهم ذلك، وأوصى لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمئة وَسْقٍ من تَمْر خيبر.