فأصبحَ نَهْبي ونَهْبُ العُبَيـ ... ـدِ بينَ عُيينةَ والأَقْرعِ
وقد كنتُ في الحَربِ ذا تُدْرَإٍ ... فلم أُعْطَ شيئًا ولم أُمْنَعِ
إلا أَفائِلَ أُعْطِيتُها ... عديدَ قوائمها الأربعِ
فما كان حِصنٌ ولا حابِسٌ ... يفوقان مِرداسَ في مَجْمَعِ
وما كنت دون امرئٍ منْهما ... ومن تَضَعِ اليومَ لا يُرْفَعِ
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اذهَبُوا فاقْطَعُوا لِسَانَهُ" فزادوه حتى رضي (?).
وقال الواقدي: أخذ بلال بيده ليذهب به فيقطع لسانه فقال: يا معاشر المسلمين انقطع لساني، وأعطاه مئة من الإبل (?).
وقال صفوان بن أميَّة: أعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وإنه لأبغض الناس إليَّ، فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليَّ (?).
وقيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أعطيت عيينة والأقرع وتركت جعيل بن سُراقة الضَّمْري؟ ! فقال: "والذي نَفسِي بيَدهِ، لَجعيلٌ أَحَبُّ إليَّ من طِلاعِ الأرض كلها مثل عيينةَ والأَقرعِ، ولكنِّي تَأَلَّفتُهما لِيُسْلِما، وَوَكَلْتُ جُعَيْلًا إلى إسلامِهِ" (?).
وجُعيل من الطبقة الثانية من فقراء المهاجرين، شهد أُحدًا وما بعدها وكان صالحًا (?).
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد غنم فضة كثيرة، فقال أبو سفيان بن حرب: يا رسول الله أصبحت أكثر قريش مالاً! فتبسم، فقال: أعطني من هذا المال، فقال لبلال: "يا بلال زِنْ لأبي سفيان أربعين أوقية" فأعطاه ومئة من الإبل، فقال أبو سفيان: فداك أبي وأمي إنك لكريم، لقد حاربتك فنعم المُحارَبُ كنت، ثم سالمتك فنعم المسالَمُ كنت، جزاك الله خيرًا (?).