وقال: "الآن حَميَ الوَطِيسُ".
وروى عبد الله بن بُرَيْدَةَ عن أبيه قال (?): انكشف الناسُ يومَ حُنينٍ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يبق معه إلا رجل يقال له: زيد، أخذ بعنان بغلته الشهباء فقال له: "وَيحكَ ادعُ النَّاسَ"، فنادى: أيها الناسُ، هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يجبه أحد، فقال: "ادعُ الأنصارَ" فنادى: يا معشر الأنصار، فلم يجبه أحد، فقال: "خُصَّ الأوسَ والخزرجَ" فنادى: يا معشر الأوسِ والخزرج، فلم يجبه أحد، فقال: "ويحكَ ادعُ المهاجرينَ، إن للهِ في أعناقِهم بيعتَيْنِ وهذا رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَدْعوهُم" فأقبل منهم ألف قد كسروا جفون سيوفهم، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم مشوا قُدُمًا حتى فتح الله على يديه (?).
وعن العباس - رضي الله عنه - قال: لما كان يوم حنين التقى المسلمون والمشركون، فولَّى المسلمون يومئذ، ولقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما معه إلا أبو سفيان بن الحارث آخذ بثَفَرِ (?) بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذتُ بلجامها وكنت رجلًا صيِّتًا، فقال: "يا عباسُ، اصرخ بالأنصار: يا أصحاب السَّمُرةِ" فناديت، فأقبلوا كأنهم الإبلُ إذا حنَّت إلى أولادها، يقولون: لبَّيكَ لبَّيكَ، وثاب الناس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الآنَ حميَ الوَطيسُ" ثم أخذ بيده من الحصى فرماهم به ثم قال: "انْهَزمُوا ورَبِّ الكَعبَةِ" فانهزموا، وركَضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغلته خَلْفَهم (?).
وقيل: لما ناداهمُ العباسُ - رضي الله عنه - رجعوا وهم يقولون: الكرة بعد الفرة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللَّهمَّ إنِّي أَنشُدكَ وعْدَكَ، اللَّهمَّ لا ينبغي لهم أَن يظهروا علينا" (?).
وقال هشام بن الكلبي: ثبت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مئة رجل من أهل بيته وغيرهم.
وسأل رجلٌ البراءَ بن عازب فقال: أفررتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حُنَيْن؟ فقال