وغِفار ومزينةُ وجهينةُ وأشجع ونحوهم، فعقَد لهم الراياتِ وفرَّقها فيهم، ولحقه عُيَينةُ ابنُ حِصن بالعرج والأقرع بن حابس بالسُّقْيا (?).
قال البلاذري: ولقيه العباس بن عبد المطلب بذي الحليفة قد أظهر إسلامه، فأمره أن يبعث بثقله إلى المدينة ويعودَ ليشهدَ فتح مكّة وقال له: "يا عَمِّ، هِجرتُكَ آخِرُ هِجرَةٍ، كما أنَّ نُبُوَّتي آخِرُ نبوَّةٍ" (?).
وعمّى الله الأخبار عن قريش فلا يأتيهم خبرٌ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يدرون ما هو فاعِلٌ.
وقال الواقدي: نَزلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالعرج، ولا يعلم النَّاس أين يقصد إلى قريش أو إلى هوازن أو إلى ثقيف، فقال كعب بن مالك: أنا أعلم لكم علمه، فجاء فجثا بين يديه وقال: [من الوافر]
قضينا من تِهامةَ كُلَّ رَيْبٍ ... وخيبرَ ثُمَّ أَجمَمْنا السُّيوفا
نُسائِلُها ولو نَطَقت لقالَتْ ... قَواطعُهنَّ دَوسًا أو ثَقيفا
ولستُ لمالك إن لم تَرَوْها ... بساحة دارهم مِنّا ألوفا
ونَنتَزغُ الخيام ببطن وَجٍّ ... ونَتركُ دارَهم منهم خُلُوفا
فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقل شيئًا، فلما نزل مَرَّ الظهران تيقنوا أنَّه قاصدٌ مكَّةَ (?).
وعن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عام الفتح في رمضان، فصام حتى بلغ الكَدِيدَ ثم أفطر (?).
قال الزهري: وكان الفِطْر آخر الأمرين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما يؤخذ من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالآخِر فالآخِر. أخرجه مسلم (?).
وقال ابن عباس: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة فصام حتى بلغ عُسْفان، ثم دعا بماءٍ