رضى بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد صَدَقَكُم". فقال عمر: دعني أضرب رَقَبَةَ هذا المنافق. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّه قد شَهدَ بدرًا، وما يُدرِيكَ لَعلَّ الله اطَّلَعَ على أَهلِ بَدرٍ، فقال: اعْمَلُوا ما شِئْتُم فَقَد غَفَرتُ لَكُم". متفق عليه (?).

و"روضة خاخ": مكان قريب من المدينة.

و"العِقاص": الخَيْط الذي يعقص به الشعرُ الملصق القريب.

قال البلاذري: ومضت سارة من فورها إلى مكة وكانت مُغَنِّيةً، فأقبلت تهجو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتتغنى بذلك، فأمر يوم الفتح بقتلها (?).

وقال الثعلبي: هي سارة مولاة عمرو بن صيفي بن هاشم بن عبد مناف أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكّة إلى المدينة بعد بدر بسَنَتين فقال لها: "أمسلمة جئت؟ " قالت: لا، قال: "أفمهاجرة؟ " قالت: لا، قال: "فما جاء بك؟ " فقالت: أنتم الأهل والعشيرة والموالي، وقد ذهب مواليَّ واحتجت حاجة شديدة، فقدمت عليكم لتحملوني وتكسوني، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " [أَينَ] أنتِ مِن شَبابِ أَهلِ مكَّةَ"؟ وكانت مغنية نائحة، فقالت: ما طلب مني شيء بعد وقعة بدر. فحث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني عبد المطّلب فكسوها وحملوها، فأتاها حاطب حليف بني أسد بني عبد العزى فكتب معها إلى أهل مكّة كتابًا وأعطاها عشرة دنانير.

وقال مقاتل: أعطاها عشرة دنانير وكساها بُرْدًا، وكتب معها إلى أهل مكّة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يريدكم] فخُذوا حِذْركم. وخرجت تريد مكّة، ونزل جبريل فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل عليًا وعمارًا وعمر والزبيرَ وطلحةَ والمقدادَ وأبا مَرْثَدٍ الغنويَّ وكانوا فرسانًا وقال: "انطَلِقُوا إلى رَوضَةِ خاخ فإنَّ بها ظَعِينَةً مَعَها كِتابٌ من حاطِبٍ إلى المُشرِكينَ، فَخُذُوهُ منها وخَلُّوا سَبيلَها، وإنْ لم تَدفَعْه إليكُم فاضرِبُوا عُنُقَها". فلما وصلوا إليها سألوها فأنكرت، ففتشوها فلم يجدوا معها شيئًا فهموا بالرجوع، فقال علي: والله ما كَذَبَنا ولا كُذبنا وسلَّ سيفَه، وقال: أخرجي الكتاب وإلا ضربت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015