حاميهم، قال: فَغَشيتُه أنا ورجل من الأنصار، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكفَّ عنه الأنصاري وقتلته أنا، وبلغ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا أُسامةُ، أقَتَلْتَهُ بَعدَما قال لا إِلَه إلا اللهُ"؟ فقلت: يا رسول الله، إنما كان متعوِّذًا من القتل، قال: فكرّرها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ.
وفي رواية عن أسامة: أنه قال: لما قَتَلْتُه عرض في نفسي منه شيء، فَذُكِرَ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "مَنْ لَكَ بلا إِله إلَّا الله يَومَ القِيامة"؟ قال: قلت: يا رسول الله قالها مخافةَ القتل، فقال: "أَلَا شَقَقتَ عَن قَلبِه حتَّى تَعلَمَ مِن أَجلِ ذلك أَم لا؟ مَن لَك بلا إِله إلَّا اللهُ يَومَ القيامة" فما زال يقول ذلك حتى وددت أني لم أسلم يومئذ. أخرجاه في "الصحيحين" (?).
ولمسلم: كيف تَصْنَعُ بلا إله إلا الله، قال: وأسامة يقول: يا رسول الله استغفرْ لي، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يزيده على ذلك (?).
وفيها: كانت سرية بَشيرِ بن سَعْدٍ إلى الجِنابِ (?) مِن خيبر ووادي القرى، في ثلاث مئة رجل، وكان قد جمع عُيَيْنَةُ بنُ حصن في ذلك المكان جمعًا كثيرًا، فقدم حُسَيْل بن نُوَيْرةَ الأَشجَعي فأخبر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك وأَنَّ عُيَيْنَةَ قاصدُهُ، فأرسل إليه بشيرَ بنَ سَعْدٍ فانهزم عيينة، فساق بشير النَّعمَ والشاءَ إلى المدينة وقتل عبدًا لعيينة.
وفيها: كانت عمرة القضاء (?) في ذي القعدة، خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة لهلال ذي القعدة - وهو المسير الذي صده المشركون فيه - في ألفين، وقادَ مئة فرس، معه السلاح، وساق ستين بَدَنةً، وجعل عليها ناجية بن جُنْدب الأَسلمي، واستخلف على المدينة أبا رُهْم الغفاري، فلما سمعت به قريش صعدوا إلى الجبال ودخلوا في الشعاب.