دماءهم، ففعل، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد حاز الأموال كلها، فلما سمع بهم أهل فدك قد صنعوا ما صنعوا بعثوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] يسألونه مثل ذلك. وكان الذي مشى بينهم مُحَيِّصةُ بن مسعود أخو بني حارثة، فلم يزل أهلُ خَيبر على ذلك حتى سألوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعاملهم بالأموال على النِّصْفِ، فعاملهم على أنه متى شاء أن يُخرجَهمُ أخرجهم، وصالحه أهل فَدَك على مثل ذلك، فكانت خيبر فيئًا للمسلمين، وفَدَكٌ خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأنهم لم يُوجِفُوا عليها بخيلٍ ولا رِكابٍ (?).

وقال ابن عمر: أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أهلَ خيبر عند الفجر، فقاتلهم حتى ألجأهم إلى قَصْرِهم، وغلبهم على الأَرْضِ والنخيل، وصالحهم على أن يحقُنَ دماءَهم ولهم ما حملَتْ رِكابُهم، وللنبي - صلى الله عليه وسلم - الصفراءُ والبيضاءُ والحَلْقَةُ والسِّلاحُ، وشرطوا أن لا يكتموه شيئًا وأن يُخْرجَهم، وإن كتموا شيئًا فلا ذِمَّة لهم ولا عهد، فلما وجد المال الذي غَيَّبوه في مَسْكِ الجمل سبى نِساءهم وغلب على الأرض والنخيل ودفعها إليهم على الشطر، وكان ابن رواحة يخرُصُها عليهم ويضمنهم الشطر (?).

وكان جبَّار بن صخر الأنصاري يخرصُها أيضًا (?).

وعن ابن عباسٍ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دفع خيبر أرضَها ونخلها مقاسمةً على النِّصْفِ (?).

حديث الغنائم:

قال علماءُ السِّيَرِ: وأمر رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بالغنائمِ، فجُمعت، واستعمل عليها فَرْوَةَ بنَ عمرو البَياضي، وكان المسلمونَ ألفًا، والخيلُ مئتي فرسٍ، وكان مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - نساءٌ مسلماتٌ، فرضَخَ لَهُنَّ من الفَيءِ، ولم يَضْرِبْ لهنَّ بِسَهْمٍ، وكانت المقاسمةُ على خمسةِ أسهُمٍ: سهمٌ لله والرسول، وسهم لذوي القربى، وسهم لليتامى، والمساكين،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015