المهاجرين، وقد ذكرنا قصته زمن الحديبية، وأن قريشًا سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يدخله ومن معه إلى المدينة، فكتب إليه فجاءه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مريض قد أشرف على الموت، فوضعه على عينيه وجعل يقرأُه ويبكي، ومات وهو في يده، فغسله أصحابه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه بناحية العِيصِ وبنوا عليه مسجدًا، وقدموا المدينة، فأخبروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فترحم عليه واستغفر له.
قال موسى بن عقبة: تولى أمره أبو جندل بن سهيل.
ابن عبد الله بن مُرَّةَ، أبو نَضْلَة الأسدي، من الطبقة الأولى من المهاجرين، وكان يلقب: فُهَيرة، آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين عُمارة بن حَزم. شهد محرز بدرًا وأحدًا والخندق، وقتل يوم الغابة، وهي غزاة ذي قَرَد سنة ست مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال صالح بن كيسان: قال محرز بن نضلة: رأيت سماء الدنيا فرجت لي حتى دخلتُها، فانتهيت إلى السماء السابعة وسدرة المنتهى، فعرضتها على أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وكان أعبر الناس، فقال: أبشر بالشهادة، فقتل بعد ذلك بيوم.
خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الغابة يوم السَّرْح، وهي غزوة ذي قَرد سنة ستٍّ، قتله مسعدة بن حكمة.
شهد محرز بدرًا، وهو ابن إحدى أو اثنتين وثلاثين سنة، وكان يوم قتل ابن سبع أو ثمان وثلاثين سنة. والله أعلم (?).
* * *