كنتُم لابنِ عمِّكُم؛ كذَّبتُموني وصدَّقني النَّاس، وأَخرجتُموني وآواني النَّاس، وقَتلتُموني ونَصَرني النَّاس (?) ". وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قتلى بدر: "لو كان المطعم بن عدي حيًّا وكلمني في هؤلاء، لتركتهم له" (?).
ولمَّا سُحِبَ عتبة إلى القليب، نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وجه ابنه أبي حذيفة وقد تغير وهو كئيب، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لعلك دخلك من شأن أبيك شيء؟ قال: لا والله، ولكن كنت أرى في أبي رأيًا وحلمًا، فكنت أرجو أن يهديه الله بذلك إلى الإسلام، فلما رأَيته مات على الكفر، حزنت عليه لأن ذلك لم ينفعه. فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخير (?)، فقال أبو بكر: لقد كان كارهًا للخروج، ولكن حمله الحَينُ ومصارع السوء.
عاقل بن البُكَير، من كنانة حليف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وهو من الطبقة الأولى من المهاجرين، وأول من بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دار ابن أبي الأرقم، قتله مالك بن زهير الجُشَمي.
عُبيدة بن الحارث بن المطلب (?) بن عبد مناف أبو الحارث، وأمه سُخَيلَةُ بنت خُزاعي، ثقفية، وهو من الطبقة الأولى من المهاجرين، أسلم قديمًا قبل أن يدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم، وهاجر وجُرِحَ في ساقه، جرحه شيبة (?) بن ربيعة، ومات بالصفراء، فحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليه وكفَّنه في ثوبه، وصلى عليه ونزل في قبره، وكان له ثلاثة وستون سنة، وكان له من الولد معاوية، وعوف، ومنقذ، والحارث، وإبراهيم، ومحمد، وخديجة، وريطة، وسُخيلة، وصفية، لأمهات أولاد شتى.