قال رفاعة بن رافع الزُّرَقي: جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما تَعدُّون أهل بدر فيكم؟ فقال: "مِن أَفْضَلِ المُسلِمينَ" أو كلمة نحوها، فقال جبريل: وكذلك من شهد بدرًا من الملائكة. انفرد بإخراجه البخاري (?).
وفي المتفق عليه من حديث علي - عليه السلام -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في قصة حاطب: "وَما يُدرِيكَ لعلَّ الله اطَّلَع على أهلِ بدرٍ، فقال: اعْمَلُوا ما شِئْتُم فقَد غَفَرتُ لَكُم" (?).
وقال قيس بن أبي حازم: كان عطاء البدريين خمسة آلاف خمسة آلاف، وقال عمر: لأُفَضِّلَنَّهم في العطاء على مَنْ بَعْدَهم (?).
عدنا إلى أول الغزاة
وأقبل أبو سفيان من الشام في سبعين راكبًا من قبائل قريش كانوا تِجارًا، فيهم: مَخْرَمة بن نوفل الزهري وعمرو بن العاص ووجوه قريش، في ألف بعير، فأقبلوا على الساحل يريدون مكة، ورحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بئر أبي عِنبَة يريد العير بعد أن عرض أصحابه فَردَّ مَن استصغره، وكان فيمن رد عبد الله بن عمر، والبراء بن عازب، وأسامة بن زيد، ورافع بن خَديج، وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم، وعمير بن أبي وقاص، فبكى، فرده إلى بدر، فقتل في ذلك اليوم، ولم يكن في ظن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يحارب، وإنما قَصد العير، ولما خرج من المدينة خلَّف عُثمانَ بن عفان على ابنته رُقيَّةَ يُمَرِّضُها حتى توفيت، وخلَّف أبا لبابة أميرًا على المدينة، ورَدَّ الحارث بن حاطب إلى بني عمرو بن عوف لشيء بلغه عنهم.
قال البلاذري: وأبطأ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أناس من الصحابة ظنًّا منهم أنه لا يحارب، منهم: سعد بن عبادة، وقيل: إنه لُسع، ورافعُ بنُ مالك، وعبدُ الله بن أُنَيس، وكعب بن مالك، والعباس بن عُبادة بن نَضْلة، وأُسَيد بن حُضَير (?).