بالحجاز، وكان كُرْز بن جابر الفهري قد أغار على سَرْح المدينة، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في طلبه في المهاجرين، وحمل علي - عليه السلام - لواءه، واستخلف على المدينة زيد بن حارثة، ومضى حتى بلغ سَفَوان، وفاته كُرْزٌ فرجع إلى المدينة.
وفيها: كانت غزاة ذات العُشَيرة (?)، خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة في جمادى الآخرة في مئة وخمسين راكبًا من المهاجرين، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب، واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، فبلغ ذات العُشَيرَةِ يتعرض لعير قريش ففاتته إلى الشام، وهذه العير لما رجعت من الشام خرج يعترضها، فكانت وقعة بدر في رمضان، ثم رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، ووادع مُدْلجًا (?) فأكرموه، وأحسنوا ضيافته.
وفي هذه الغزاة كنّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أبا تراب (?).
وفيها: كانت سرية عبد الله بن جحش (?) إلى نخلة، في جمادى الآخرة (?)، وكانوا اثني عشر، وقيل: ثلاثة عشر، وقيل: ثمانية، وقيل: تسعة، وهم: عبد الله بن جَحْش، وسعد بن أبي وقاص، وعمار بن ياسر، وعُكَّاشةُ بن مِحْصَن، وأبو حذيفة بن عتبة، وعتبة بن غزوان، وسهيل بن بيضاء، وعامر بن فهيرة (?)، وواقد بن عبد الله، وكان كل اثنين يعتقبان بعيرًا، وأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرصدوا عير قريش بنخلة.
قال عروة بن الزبير: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب لعبد الله بن جحش كتابًا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين، ثم ينظر فيه ويمضي لما أمره به، ولا يستكرهنَّ أحدًا من