يسير إلى بطن رابغ على رأس ثمانية أشهر من مُهاجَرِه في ستين رجلًا من المهاجرين، وكان حامل اللواء مِسطَحَ بنَ أُثَاثةَ، فالتقى بأبي سفيان بن حرب على ماءٍ يقال له: أحياء، وأبو سفيان في مئتي راكب من قريش، وكان مع عبيدة سعد بن أبي وقاص، فرمى يومئذ في الكفار، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وترامَوْا بالنَّبْل، ثم انصرف الفريقان ولم يَجْر بينهم مُسايَفةٌ، وفر إلى المسلمين المقداد وعتبة بن غزوان، وكانا قد أسلما، وإنما خرجا ليتوصلا إلى المسلمين بالمشركين (?).
وقال ابن إسحاق: كانت هذه السرية في السنة الثانية، وكان على المسلمين مِكرَز بنُ حفص، وعلى الكفار أبو جهل (?).
وفيها: عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسَعدِ بن أبي وقاص لواء أبيض، وأرسله إلى الخَرَّار، وكان حاملُه المقداد بنَ عمرو، وبعث معه عشرين رجلًا من المهاجرين، وكانوا رجَّالةً يعترض عِير قريش، وعهد إليه أن لا يجاوز الخرّار، وهو واد بين الجحفة ومكة، ففاتَتْهم العير إلى مكة، فعادوا إلى المدينة (?).
وفيها: فرض القتال، ونزل قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} الآية [الحج: 39] (?).
وفيها: كانت قصة فاطمة بنت النعمان مع تابعها من الجن.
قال علي بن الحسين - عليه السلام -: كانت امرأة من بني النجار، يقال لها: فاطمة بنت النعمان لها تابع من الجن، فكان يأتيها، فأتاها يومًا حين هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانقضَّ