لهب إلى مكة حزينًا، وهو يقول: استجيب لمحمد في ابني. وكان كُنيةُ عُتيبةَ: أبا واسع، وفي ذلك يقول حسان بن ثابت (?): [من السريع]
سائل بني الأَشعرِ إن جئتَهم ... ما كان أَنباءُ أَبي واسعِ
لا وسَّع الله له قبره ... وضيَّق الله على القاطعِ
رمى رسولَ الله من بينهم ... دون قريش رميةَ القاذع
فاستوجب الدعوة منه بما ... بَيَّن للناظر والسامع
أن قيَّض الله له كلبه ... يمشي الهوينا مشية الخادع
حتى أتاه ويسْط أصحابه ... وقد عَلَتْهم سِنَةُ الهاجِعِ
فالتقم الرأسَ بيافوخه ... يفعل فِعلَ القَرِمِ الجائعِ
ثم علا بعد بأنيابه ... معفَّرًا وسْط دمٍ ناقعِ
قد كان هذا لكم عبرةً ... للسيّد المتبوع والتابع
من يرجع الآن إلى أهله ... فلستَ يا عتبةُ بالراجعِ
قال البلاذُري: وجعل عتيبة يقول وهو بآخر رمق: ألم أقل لكم إن محمدًا أصدق الناس، ومات (?).
واختلف الناس في المدة التي كانت بين المعراج والهجرة على أقوال:
أحدها: سنة. والثاني: ستة أشهر. والثالث: ثمانية أشهر. والرابع: سنة ونصف.
وعلى ذلك يُبنى خلافهم في أي شهر كان، والله أعلم.
* * *