فتصدى له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودعاه إلى الله. قال سويد: لعل الذي معك مثلُ الذي معي. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وما الذي معك -وكان فصيحًا-؟ فقال: معي مجلَّةُ لقمان -يعني حكمته-، وعرضها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كلام حسن ولكن معي أفضل منه، قال: وما هو؟ قال: قرآن أنزله الله عليَّ، هُدى ونورٌ، وقرأ عليه منه، ودعاه إلى الله، فلم يبعد عنه، وقال: إن هذا لحسن. ثم انصرف إلى المدينة، فقتلته الخزرج في هذه السنة، وقيل: في يوم بُعاث (?).
وفيها: قدم قيس بن مالك الهمداني مكة، فلقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنما جئت لأؤمن بك ولأَنْصُرَك، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَرحَبًا بكَ، أَتَأخُذوني بما فِيَّ يا مَعاشِرَ همدان؟ " قال: نعم. قال: "فَاذْهب إلى قَوْمِك، فإنْ فَعَلُوا، فَارجِع إليَّ". فذهب قيس إلى قومه وأخبرهم الخبر، فأسلموا وقالوا: اذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرفه ذلك، فجاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، قد أسلموا وأمروني أن آخذك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نِعم وافدُ القومِ قَيسٌ، وَفَّيتَ وفَّى الله لك" ومسح على ناصيته وكتب له عهده على همدان (?).
فصل وفيها توفيت
ابن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب - رضي الله عنهما - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانت تُدعى في الجاهلية: الطاهرة، وسيدة نساء قريش، وتكنى: أم هند، وأمها: فاطمة بنت زائدة بن الأصم، وأم فاطمة: هالة بنت عبد مناف بن الحارث بن سعد، وأم هالة: العَرِقة وهي قلابة بنت سعيد بن تميم بن لؤي بن غالب، وأمها: عاتكة بنت عبد العزى بن قصي، وأم عاتكة: الخُطَيَّا وهي رَيطَةُ بنت كعب بن سعد بن تميم بن مُرَّة، وأمها: نائلة بنت حُذافة بن جُمَح.
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحترمها ويكرمها ويوادها، ويشاورها في أموره كلها، وكانت