العَرَبُ والعَجَمُ". فقال أبو لهب: تبًّا لك، ألهذا دعوتنا؟ فأنزل الله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)} السورة (?).

وقال عبد الله بن كعب بن مالك: أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة في كل موسم يتبع الحاج في منازلهم بعُكاظٍ، ومَجَنَّة، وذي المَجاز، يدعوهم إلى الله وأن يمنعوه حتَّى يبلِّغ رسالات ربه، ولهم الجنّة فلا يجد أحدًا ينصره ولا يجيبه. وأبو لهب يمشي خلفه ويقول: لا تطيعوه فإنه كذّاب صابئ. فيردون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبح مردٍّ ويقولون: أُسْرَتُك وعشيرَتُك أعلم بكَ حيث لم يمنعوك (?).

وفي رواية طارق المحاربي: ورأيت خلفه رجلًا قد أدمى عقبيه بالحجارة وكعبيه، قال طارق: من هذا؟ قالوا: غلام بني عبد المطلب. قلت: والذي خلفه؟ قالوا: عمه أبو لهب (?).

وقالت عائشة - رضي الله عنها -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُنتُ بَين شَرِّ جارَينِ: أبي لَهَبٍ وعُقبَةَ بنِ أبي مُعَيْط، إنْ كانَ لَيَأتيانِ بالفُروثِ فَيَطرَحانِها على بابي، فَأَخرجُ فأقُولُ: يا بَنِي عبد مَنافٍ، أيُّ جِوَارٍ هذا؟ ثُم أُلقِيها في الطَّريق" (?).

وفيها: ضَرب سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - رجلًا من المشركين فشجه. وسببه: أنَّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا يجتمعون في الشِّعاب والأودية فيصلُّون، فبينا سعد - رضي الله عنه - في جماعة من المسلمين يصلُّون إذ رآهم رجل من الكبار ومعه جماعة من قريش، فسبُّوهم وعابوهم، فضرب سعد - رضي الله عنه - رجلًا منهم فأسال دمه، فكان أول دم أُهريق في الإسلام (?).

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس في المسجد وحوله المستضعفون من أصحابه مثل: عمار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015