وقال هشام: قتل زيد بن عمرو بالبلقاء بمكان يقال له: مَيفَعةُ، وقيل: مات بمكة في أصل حراء (?).
قال البخاري: حدثنا يحيى بن بُكَير، حدثنا اللَّيث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن ابن المسيَّب، عن نافع، عن ابن عمر قال: لقيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن عمرو بن نُفيل والد سعيد بن زيد بأسفل بَلْدَح، وذلك قبل أن ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي، فقدَّم إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُفرةً فيها لحم، فأبى زيد أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما يذكر اسم الله عليه (?).
وأخرج البخاري: عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - قالت: رأيت زيد بن عمرو قائمًا مسندًا ظهره إلى الكعبة وهو يقول: والله يا معاشر قريش، ما منكم على دين إبراهيم غيري، قالت: وكان يحيي الموءودة، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها وأنا أكفيك مؤنتها، فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك، وإن شئت فدعها (?).
وقال ابن المسيب: توفي ابن عمرو وقريش تبني الكعبة قبل المبعث بخمس سنين، ولقد نزل به الموت وإنه ليقول: أنا على دين إبراهيم، وأسلم ابنه سعيد، وهو من العشرة، قال: وسأل سعيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أبيه؟ فقال: "غَفَر الله له ورَحِمَه، فإنَّه ماتَ على دِينِ إبراهيمَ" فكان المسلمون يستغفرون له (?).
وقال ابن سعد: حدثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن عامر بن ربيعة، قال: قال زيد بن عمرو: أنا منتظر نبيًّا من ولد إسماعيل من بني عبد المطلب ما بقي غيره، وما أراني أدركه، وأنا أومن به، وأشهد أنَّه نبي، وإن طالت بك يا عامر مدة ورأيته فأَقْرِئه مِنِّي السلام، وسأخبرك بنعته: ليس بالطويل ولا بالقصير، ولا بكَثِّ الشعر ولا بقليله، وليس