قد علمتْ سَلمى ومَن والاها

إنّا إذا ما فِئةٌ نَلقاها

نَردُّ أُوْلاها على أُخْراها

قد أَنْصَفَ القارَةَ مَن راماها

ثم رماه القاريُّ بسهم فأصاب فُؤادَه فمات، والقَارةُ: رُماةُ الحَدَق (?).

قَلَبَ له ظَهْرَ المِجَنّ، يضرب مثلاً لمن كان على مَودَّةٍ ورعايةٍ لصاحبه، ثم تغيّر واستحال. وكتب عليٌّ عليه السلام إلى ابن عباس -رضي الله عنهما-: قَلبْتَ لي ظَهرَ المِجَنّ (?).

قد ألقى عصاه، مثل لمَن استقرَّ من سفرٍ وغيره، قال جرير: [من الطويل]

فلما التقى الحَيَّان أُلقِيَتِ العَصا ... ومات الهوى لمّا أُصيْبَتْ مَقاتِلُهْ (?)

وفي عكسه يقول عليّ بن الحسن بن أبي الطيِّب الباخَرْزي: [من مجزوء الكامل]

حَمْلُ العصا للمُبْتَلى ... بالشّيب عُنوانُ البِلا

وُصِفَ المُسافِرُ أنّه ... أَلقى العصا كي يَنزِلا

فعلى القِياسِ سبيلُ مَن ... حَمَلَ (?) العصا أن يَرحلا

قَوْسُ حاجِب، دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بني تميم، فأَجدَبت أرضُهم، فوفد حاجبُ ابن زُرارة التَّميمي على كسرى، يسألُه أن يأذن له ولقومه أن ينزلوا في أرياف العراق بسبب المَرعى، فقال له كسرى: أنتم قوم فُسدٌ غُدرٌ، وأخاف أن تُؤذوا الرَّعايا، فقال حاجب: أنا ضامنٌ أن لا يفعلوا شيئاً من ذلك، فقال: ومن أين لي بوفائك؟ قال: هذه قوسي، فضحكت أَساوِرَتُه، فقال كسرى: ما كان ليُسْلِمَها أبداً، فأخذ قَوسَه رهناً، وأَذن لهم فنزلوا الأرياف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015