ورجع البدوي إلى حيِّه بخُفَّي حُنَيْن (?).
خَلا لك الجَوُّ فبِيْضِي واصْفِري، أوَّلُ مَن قال ذلك طَرَفة بنُ العَبْد الشاعر، خرج مع عمِّه في سفر وهو غلام، فنزلوا على ماءٍ، فنصب طرفة الفِخاخ ليَصيد القَنابِر، وجلس عامَّةَ يومِه، فلم يقع في الفِخاخ شيء، فأحْذ الفِخاخ وارتحلوا، فنظر إلى القَنابر فإذا بهنّ يَلقُطنَ ما نثوه من الحَبّ، فقال طرفة: [من الرجز]
يا لك من قُنْبَرةٍ بمَعْمَرِ
خلا لك الجوُّ فبِيضي واصفِري
ونَقِّري ما شئتِ أن تُنَقِّري
قد رَحَل الصيَّادُ عنك فابْشِري
ورُفعَ الفَخُّ فماذا تَحذَري
لابُدَّ من صيدِك يوماً فاصبري (?)
دَرْدَبَ لمّا عَضَّه الثّقاف، خشبة تُسَوَّى بها الرّماح، ومعناه: ذَلّ وخضع، يضرب مثلاً لمن امتنع من شيء، ثم ذَلَّ وانقاد إليه (?).
ذَكَّرْتَني الطَّعْنَ وكنتُ ناسياً، أوّلُ مَن قاله: رُهَيم بن حَزْن الهِلاليّ، وكان قد خرج بأهله وماله يُريد بلاداً أخرى، فاعترضه قوم من بني تَغلب، فعرفوه ولم يعرفهم، فقالوا له: خَلّ ما معك وانْجُ بنفسك، فقال: خذوا المال ودَعوا الحَريم -وكان قد نسي أن رُمحه في يده- فقال له بعضُهم: فأَلْقِ رُمحَك، فتذكّر وقال: وإن رُمحي معي، ثم حمل عليهم فقتل منهم جماعة، وانهزم الباقون، وهو يَرتَجز ويقول:
رُدُّوا على أَقْرَبِها الأَقاصِيا