المسجد الأقصى له عادةٌ ... سارتْ فصارتْ مَثَلًا سائرا
إذا غدا للكُفْر مستوطَنًا ... أن يبعث الله له ناصرا
فناصرٌ طهَّره أَوَّلًا ... وناصر طهَّره آخرا
[ومن شعر أيضًا - رضي الله عنه -:
لا عاش الغزال ولا بقي
وهو شعر ركيك] (?).
وتوفي في شعبان بمصر، ودُفِنَ بسارية في القرافة، وكانت له جِنازةٌ عظيمة، وكان قد دَخَلَ بين الخوارزمية والصَّالح أيوب، واستنابه أيوب بالشَّام، ولبس ثياب الجُنْد، وما كانت تليق به، وغَضِبَ عليه، ودحضه، وأعرض عنه إلى أن مات.
ولما وصل تورانشاه [إلى ديار مصر] (1) أعرض عنه بالكُلِّية، فأقام خاملًا إلى أن مات، فرحمه الله، لقد كان جَوَادًا، ذا مروءة، متعصِّبًا، سَمْحًا حليمًا، حسنَ النظر بالفقراء، عارفًا بفَضْل العلماء.
فيها دخل نجمُ الدِّين الباذرائي بين العَسْكرين، وتولى إصلاح الفريقين، وكانت الحرب قد ضَرَّسَتِ الجمعين، [وخصوصًا عسكر الشام، والله تعالى يؤيد الإِسلام، ويجري أموره على أحسن نظام] (1)، وقَدِمَ ابنُ الباذرائي والنَّظام بن المولى القاهرة، وحلَّفوا الملك والأمراء، وخلَّصوا المعظم، وأخاه النصرة، وابن صاحب حمص، والأمراء وغيرهم، وبنت الأشرف، وأولاد الصَّالح إسماعيل.
[وفيها توفي
كان فاضلًا، عارفًا بالمذاهب، كيِّسًا، لطيفًا، متعصبًا، ذا مروءة، حسن الوجه، بشوشًا، وكانت وفاته في صفر بالقاهرة] (1).