منصور. وجاء التُّرْك، ففتحوا باب القلعة، ودخلوا، فشنقوا وزير الصَّالح، وابن يغمور والخُوارَزْمي متقابلين، وشنقوا المجير بن حمدان، وكان شابًّا حسنًا، قالوا: تعدى على بعض المماليك، ونهب خيله.
ووصل الملك النَّاصر إلى غَزَّة، وأقام ينتظر أصحابه، فوصل إليه منهم مَنْ سَلِمَ من عسكر الشام، وابن صاحب المَوْصل.
وفيها توفيت
وإنما سميت الحافظية؛ لأنها رَبَّتِ الحافظ صاحب قلعة جَعْبر، وكانت امرأةً عاقلة، مدبِّرةً، صالحة، وكانت مُدَّة حبس المغيث بن الصَّالح أيوب في قلعة دمشق تهيئ له الأطعمة والأشربة، وتبعث له الثِّياب، فحقَدَ عليها الصَّالح إسماعيل، فصادرها، وأخذ منها أموالًا عظيمة، وكانت الحافظية قد عمرت زمنًا طويلًا، وكان بنو أيوب يحترمونها، ووقفت دارها بدمشق على خُدَّامها، وبنت بالجبل تُرْبة تحت ثورا على طريق عين الكرش، كانت بُسْتانًا للنجيب غلام التَّاج الكندي، فاشترته، وبنت فيه تُرْبة ومسجدًا، ووقفت عليهما وقفًا.
قد ذكرنا مجيئه إلى الشَّام، وذهابَه إلى مِصْر، واتَّفق كسرةُ الفرنج عند قدومه، فتيمَّن الناس بطَلْعته، [واستبشروا بمشاهدته] (?)، غير أَنَّه بَدَتْ منه أسباب نَفَرت القلوبَ عنه، فاتَّفقوا على قَتْله، وكان فيه نوع خِفَّة، فكان يجلس على السِّماط، فإذا سمِعَ فقيهًا يذكر مسألةً وهو بعيدٌ عنه يصيح هو: لا نُسَلِّم، واحتجب عن النَّاس أكثر من أبيه، وكان إذا سَكِرَ يجمع الشموعَ، ويضرب رؤوسها بالسيف فيقطعها، ويقول: كذا أفعل بالبحرية.