ومما يُعْزى إليه من الشِّعْر أَنَّه كَتَبَ إلى الخليفة لما أُخرج من دمشق، واتَّفق عليه العادلُ والعزيز: [من البسيط]

مولايَ إنَّ أَبا بكر وصاحِبَه ... عثمان قد غصبا بالسَّيفِ حَقَّ علي

فانْظُرْ إلى حَظِّ هذا الاسم كيف لقي ... من الأواخر ما لاقى من الأُوَلِ

[وبلغني أنَّه كان ينكر هذا الشعر أنَّه له، وقد ذكرنا من شعره لما قصده العزيز من مصر] (?).

عليّ الكُرْدِي المولَّه (?)

[(?) الذي كان بباب الجابية، واختلفوا فيه، فبعض الدماشقة يزعم] أَنَّه كان صاحب كرامات، وأنكر ذلك آخرون، وقالوا: ما رآه أحدٌ يصلي [ولا لبس مداسًا] (1)، وكان يدوس النَّجاسات، ويدخل المسجد على حالة، وقيل: كان له تابعٌ من الجن [يتحدَّث على لسانه] (1).

قال المصنف رحمه الله: حكت لي امرأةٌ صادقة، قالت: ماتت [أمي باللاذقية، ولم أُصدِّق] (1)، وجاء قوم فقالوا: ماتت، وجاء آخرون فقالوا: ما ماتت. فخرجتُ إلى باب الجابية وهو قاعدٌ عند المقابر، فوقفتُ عنده، فرفع رأسه، وقال: ماتت ماتت، أيش تعملي؟ وكان كما قال.

وحكى لي عبد الله صاحبي، قال: جعتُ يومًا وما كان معي شيء، فاجتزتُ به، فدفع إليَّ نِصْفَ دِرْهم، وقال: يكفي هذا للخبز والقَنْبَرِيس.

ودخل يومًا على [محمد] (1) الدَّوْلعي -خطيب دمشق- المقصورة، وكان يغشاه، فقال له الدَّوْلعي: يَا شيخ علي، قد أكلتُ اليوم كسيراتٍ يابسةً، وشربتُ عليها الماء، وكفتني. فقال له: وما تطلب نفسك شيئًا آخر؟ قال: لا، فقال: يَا مسكين! مَنْ يقنع بكِسَرٍ يابسة يحبسُ نفسه في هذه المقصورة، ولا يقضي ما فرضه الله عليه من الحج، وخلفه مئة أَلْف دينار، وكل هذا لأجلِ المحراب لا يزاحمك علبه أحد، والله لا كَلَّمْتُك أبدًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015