أصحابه، وبقي وحده، وجاء عبدٌ، فَعَرْقَبَ فرسه، فوقع إلى الأرض، فقتلوه، وحملوا رأسه إلى حسن [بن قتادة] (?) على رُمْح، فنصبه بالمسعى عند دار العَبَّاس، ثم رُدَّ إلى جسده، ودُفِنَ بالمُعَلَّى، وأراد حسن نَهْبَ الحاجِّ العراقي، فمنعه [المبارز] (1) المعتمد، وخوَّفه الكاملَ والمعظم، فأجابه، ووصل الخبر إلى الخليفة، فحزن حُزْنًا عظيمًا، ولم يخرج الموكب للقاء الحاجّ، وأدخل الكوس والعلم في اللَّيل، ولم تنتطح فيه عنزان [وقد كان أَوْلى أن تتناطح الكباش] (1)، وكان قَتْلُه سادس عشر ذي الحِجَّة.
أبو عبد الله، الخِيَاري، من أهل باب البَصْرة.
ولد سنة خمسٍ وثلاثين وخمس مئة، وسمع الحديث، وكان حُفَظَةً للحكايات والأشعار والمُلَح، [وكان يتردَّد إلى جدّي، ويعجبه كلامه، وسمعته يومًا يحكي له] (1)، قال: سُئِلَ ابنُ عقيل، فقيل له: إنَّ الحمارَ يبرد له (?) في السنة في ليلة واحدة، فإنما هي هذه الليلة، فقال ابنُ عقيل: ما يعرف هذه الليلة إلَّا مَنْ قد كان حمارًا.
قال: ودخل رجلٌ إلى الكَرْخ، فلقيته امرأةٌ، فقالت له: أبو بكر، كيف أنتَ؟ فقال: أهلًا يَا عيشة. قالت: فأنا اسمي عيشة! فقال: أفأقتل أنا وَحْدي؟
وكانت وفاته في رمضان، سمع شُهْدَة وطبقتها، كان ثِقَةً.
أصله من قريةٍ من قرى بَعْلَبَك يقال لها: يونين، كان صاحبَ رياضاتٍ ومجاهدات، وكرامات وإشارات، لم يَقُمْ لأحدٍ من النَّاس تعظيمًا لله تعالى، ويقول: لا ينبغي القيام لغير الله، [صحبته مدة,] (1) وما كان يدَّخر شيئًا، ولا يَمَسُّ بيده دينارًا ولا دِرْهمًا،