إذا طُبِعَ الزَّمانُ على اعْوجاجٍ ... فلا تَطْمَعْ لنفسكَ في اعتلالِ
فلولا أَنْ يكون الزَّيغُ طبعًا ... لما مال الفؤادُ إلى الشمال
المنصور بن عماد الدين، صاحب سنجار، كان ملكًا عادلًا عاقلًا جوادًا (?)، [قدم [العادل عليه] (?) سنجار في سنة ست وست مئة (?)، وجلس بالمدرسة العمادية ظاهر سنجار [ثم رحل عنه] (?) بشفاعة الخليفة، وقد ذكرناه، وكانت وفاته في هذه السنة، وهي سنة ست عشرة وست مئة، وخلف عدة أولاد: سلطان شاه] (6)، وزنكي، ومُظَفَّر الدِّين، وعِدَّة بنات.
[وهو الذي] (6) ضَمَّ الخليفةُ ولدي ولده إليه [لما] (6) أُخرجا إلى ششتر، وأرسله [الخليفة] (6) إلى الأشرف مرارًا، وكان فقيرًا، فحصل له مالٌ عظيم، فبعثه [الخليفة] (6) إليه في هذه السنة، فبدا منه عند الأشرف دناءة نفس وسقوط هِمَّة، وبلغ الخليفة، وكان قد حظي عنده، [وبلغ] (6) أعلى المراتب، فلما عاد من الرِّسالة اعتقله في داره، وقال له: بعثناك إلى ششتر، فخنتَ في المال، فاعملْ حسابك. فأصبح في داره مصلوبًا، فقيل: إنه صَلَبَ نفسه، وقيل: بل غِلْمانُه صلبوه، وقيل: بل الموكلون به، ولم يُغَسَّل، ولم يكفن، ولم يُصَلَّ عليه، وحمل إلى مقابر المُقَتَّلين، فدفن بها، [وقال النَّاس: إن في ذلك لعبرة] (?).