وفيها وَثَبَ ناصر الدِّين بن أُرْتُق صاحب مارِدِين على عَمِّه زوج أُمِّه نظام الدين وغلامه لؤلؤ، فألحقهما بالهالكين، واستولى على القلعة، وكانا قد حكما عليه [وقترا الرزق لديه] (1)، وكان ناصر الدين وأخوه حسام الدين نازلين عرزم، لا يمكنهما النظام ولؤلؤ من سُكْنى القلعة، فيقال: إنَّ لؤلؤًا دَسَّ إلى حسام الدين مَنْ سقاه السُّمَّ، فرمى كبده قِطَعًا، وبقي ناصر الدين، فخاف أن يجري عليه ما جرى على أخيه، [ويصير له تبعًا] (1)، وكان النِّظام ولؤلؤ يأكلان البلاد على اسم ناصر الدين، فاتَّفق ناصرُ الدِّين وجماعة من الأمراء على قَتْلهما، وكان ناصر الدين يصعد إلى القلعة للسَّلام على النِّظام، فصعِدَ على العادة، وضبط له الأمراء الباب، فدخل على النظام [وقد تهيأت له الأسباب] (?) وعنده أُمُّ ناصر الدين، فضربه بالتافروت (?)، فقامت أمه في وَجْهه، [وقالت: تأنّ فما يفوت.] (1) فقال: اذهبي وإلا ألحقتك به. ثم قتله وخرج، واتَّفق دخول لؤلؤ، فالتقاه في الدِّهْليز، وكان أعور من اليمين، ذهبت عينه في حصار مارِدِين، فضربه بالتافروت (2) في عينه الصحيحة [على أفعاله القبيحة] (1)، وقطع رأسه، وصَعِدَ إلى السَّطْح، فرمى به إلى العوام، فانهزم أصحاب لؤلؤ والنِّظام، وملك القلعة وما فيها، واستولى على ذخائر عظيمة [يحيّر وصفها] (1)، وبعث بأطراف لؤلؤ إلى الموصل وميَّافارقين وجبل جور، واستقامت أموره.
وحج بالنَّاس طاشْتِكِين.
وفيها توفي
ابن علي بن سرور، أبو محمد، المَقْدِسي.