الظَّهير، أبو غالب المِصْري.
ولد سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة، ومن شعره: [من الوافر]
تقنَّعْ بالقليلِ وعِشْ عزيزًا ... خفيفَ الظَّهْرِ من كلف وإثْمِ
وإلا هيِّي نَفْسَك للبلايا ... وهمٍّ واردٍ في إثْرِ هَمِّ
[كان خازنًا بدرب دينار الكبير، و] (3) كان صالحًا يقوم الليل، سَمِعَ المؤذِّن يقول وقت السَّحَر: [من مجزوء الرمل]
يا رجال اللَّيلِ جُدُّوا ... رُبَّ صوتٍ لا يُرَدُّ
ما يقومُ اللَّيل إلا ... مَنْ له عَزْمٌ وجِدُّ
فبكى مكلبة بكاء شديدًا، وصاحَ بالمؤذِّن: زِدْ، فقال [المؤذن] (?):
قد مضى الليل وولى ... وحبيبي قد تجلَّى
فصاح مكلبة، ومات. فاجتمع جميعُ مَنْ ببغداد على باب داره، وكان يومًا عظيمًا لم ير ببغداد مِثْلُه، وأُخرجت جنازته، فالسَّعيد مَنْ وَصَلَ إلى كفنه، وقُطِّعَ الكَفَنُ قِطَعًا، ودُفِنَ بالوردية.
(?) [كان يقول كان وكان، ولا يعرف الخط، وهو أخو عبد الغني الزاهد، وعوتب على حاله، وقيل له: أخوك زاهد بغداد، وأنت كذا! قال: