والثالث: لأن إبليس في يسير إلا في ستر تلبيس، ونور عمر يفضح ظلام خديعته.
وسئل: كيف سَلِمَ موسى من التنور واليم، ولم يسلم من أخذ الجمرة حتَّى أحرقت لسانه؟ فأجاب بأجوبة، أحدها أن حفظ الجملة لا يمنع من نيل بعض الأطراف بالبلايا، {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] وقد كسرت رباعيته.
والثاني: إنها بهرجة مرت على فرعون سَلِمَ بها من القتل كقول الخليل: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89].
والثالث أنَّه قال: يابا، فعوقب لسانه، ويده لما مدت إلى لحية فرعون سلمت.
قلت: يابا، مخرجها من الشفتين، وليس مخرجها من اللسان] (?).
وقال يومًا وقد طرب المجلس لكلام سمعوه منه: فهمتم فهمتم.
[وسئل عن قوله - عليه السلام -: "لأعطين الراية غدًا رجلًا يحبه الله ورسوله" (?) فأعطاها عليًّا - رضي الله عنه -، فأين كان أبو بكر؟ فقال: لما كان يوم بدر قام أبو بكر ليقاتل، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "متعنا بنفسك" (?)، ولما كان يوم خيبر سلَّم الراية إلى علي، وقال له: اخرج. فقعود من قعد بالأمر كخروج من خرج بالأمر، ولكن في قوله: متعنا بنفسك، فضيلة] (1).
وسئل: لِمَ لم ينصَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على خلافة أبي بكر رضوان الله عليه؟ فقال: قد جرت أشياء تجري مجرى النص، منها قوله: "مروا أبا بكر فليصل بالناس" (?)، و"اقتدوا باللذين من بعدي" (?)، و"هلموا اكتب لأبي بكر كتابًا لئلا يختلف عليه المسلمون" (?) فهذه أحاديث تجري مجرى النصوص، فهمها الخصوص، غير أَنَّ الرَّافضة في إخفائها كاللُّصوص.