أمرُّ على منازلهم وإني ... لمن أضحى به صبٌّ مشوقُ

فأومي بالتحية من بعيد ... كما يومي بأصبعه الغريقُ

[وقيل له: قد نبغ أقوام يتعانون الوعظ، وليس من شغلهم، فأنشد: [من مجزوء الكامل]

قالوا تصاهلت الحميـ ... ـر فقلت إذ عدم السوابقْ

خلتِ الديار من الرخا ... ح ففرزنت فيها البيادقْ

وقال: مطر الربيع تهاجُر العُشَّاق.

وذكر ضرب عمر - رضي الله عنه - الأرض بالدرة، فقال: الخائن خائف، والبريء جريء] (?).

وسئل عن لعنة يزيد بن معاوية، فقال: قد أجاز الإمام أحمد -رحمة الله عليه- لعنته. ونحن نقول: ما نحبه لما فعل بابن بنت نبينا - صلى الله عليه وسلم -، وحمله آل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبايا إلى الشام على أقتاب الجمال، وتجرُّئه على الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فإن رضيتم بهذه المصالحة في قولنا: ما نحبه، وإلا رجعنا إلى أصل الدعوى، يعني جواز لعنته، أما أبوه ففي خفارة الصحبة، فدعوه من أيديكم، وأنتم في حِلِّ من الابن. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن" (?) وما رآها يزيد قط، ودخلها معاوية.

[ثم قال: لا تدنسوا مجلسنا بذكر من ضرب بالقضيب ثنايا كان يقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعلها يزيد غرضًا لبلوغ غرضه.

وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أذكركم الله وأهل بيتي" (?). قالها ثلاثًا.

ثم قال: هذا الصوت ما بلغ أهل الشام.

قلت: لا ذنب لأهل الشام في قصة الحسين - عليه السلام -، فإنه ما شهد قتله منهم أحد، وإنما قتله أهل العراق، أهل الشقاق والنفاق، وقد ذكرناه] (1).

ثم قال جدِّي: تقدم رجلان إلى قاضٍ، فادَّعى أحدهما دعوى، وقال: لي عند هذا الكشحان دين، فقال القاضي للمدَّعى عليه: ما تقول يا كشحان؟ فقال الرجل: أما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015