وبدا لي أنها وجلت ... من هَنَاتٍ تبعث الوَجَلا

حسبتْ أني سأحرقها ... إذْ رأت رأسي قد اشتعلا

يا سراةَ الحيّ مثلكمُ ... يتلافى الحادثَ الجللا

قد نزلنا في جواركُمُ ... فشكرنا ذلك النُّزلا

ثم واجهنا ظباءكمُ ... فلقينا الهول والوهلا

أضمنتم أَمْنَ جيرتكمْ ... ثُمَّ ما آمنتم السبلا

وأردتم غَصْبَ أنفسهم ... فبثثتم بينها المُقَلا

ليتنا خضنا السيوف ولم ... نلقَ تلك الأعين النجلا

عارضتنا منكم فئة ... أحدثتْ في عهدنا دَخَلا

ثُعَلِيَّاتٌ جفونُهُم ... وهُمُ لم يعرفوا ثُعَلا

أشرعوا الأعطاف ناعمة ... حين أشرعنا القنا الذبلا

واستفزتنا عيونهم ... فَخَلَعْنا البَيضَ والأسلا

ورمتنا بالسهام فلم ... نَرَ إلا الحلي والحللا

نُصروا بالحُسْن فانتهبوا ... كل قلب بالهوى جذلا

عطلتني الغيدُ من جَلَدي ... وأنا حليتها الغزلا

حملت نفسي على فتن ... سُمتها صبرًا فما احتملا

ثم قالت سوف نتركها ... سلبًا للحب أو نَفَلا

قلت أمَّا وَهْيَ قد علقت ... بأميرِ المؤمنين فلا

ما عدا تأميلها ملكًا ... من رآه أدرك الأملا

أودع الإحسانُ صفحته ... ماء بشر ينقع الغُللا

فإذا ما الجودُ حرَّكه ... فاض في يمناه فانهملا

وهي قصيدة طويلة، عددُ أبياتها مئة وسبعة أبيات.

ودخل إبراهيم بن يعقوب الشَّاعر، فأنشده: [من الوافر]

أزال حجابه عني وعَيْني ... تراه من المهابة في حجابِ

وقرَّبني تفضُّله ولكنْ ... بعدتُ مهابةً عند اقترابي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015