مدرِّس النِّظامية، ولد سنة خمس عشرة وخمس مئة، وتفقَّه على محمد بن يحيى بنيسابور، وقَدِمَ بغداد، فناظر وأفتى ودرَّس، وكان مقطوعَ اليد، وَقَعَ من الجمل، فعملت عليه يدُه، فخِيف عليه، فَقُطِعَتْ يده، وكانت وفاته في شعبان، وحَمَلَ الفقهاء جِنازته إلى الوَرْدِيَّة.

قال المصنف رحمه الله: أنشدنا عنه غيرُ واحد: [من الكامل]

وإذا أَرَدْتَ منازِلَ الأَشْرافِ ... فعليكَ بالإسْعافِ والإنصافِ

وإذا بغى باغٍ عليك فَخَلِّهِ ... والدَّهْرَ فَهْوَ له مكافٍ كافِ

يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن (?)

أبو يوسف.

الملك المنصور الغازي المجاهد، صاحب المغرب، وهو الَّذي كَسَرَ الفنش على الزلاقة (?)، ولم يكن في ولاة المغرب من له سيرةٌ كسيرته، ولا طَويَّةٌ كصالح سريرته، وقد أثنى عليه أربابُ السِّيَر، وليس الخُبْرُ كالخَبَر [وذكره عبد المنعم بن عمر في "تاريخه"، وأثنى عليه، وقال] (?): لما توفي أبوه [يوسف] (3) قام بالأمر أحسنَ قيام، فأقرَّ العيون بما قرَّر من قواعد الإسلام، ونَشَرَ كلمةَ التوحيد، وأَذَلَّ من الكُفْر كلَّ جبار عنيد، ورَفَعِ راية الجهاد، فتضوَّع باجتهاده كلُّ ناد، وأَمَرَ بالمعروف، ونهى عن المنكر، ونشَرَ نَشْرَةً أذكى من العَنْبر، وضوء كرمه أعلى من ضوء القمر الأنور، وأقام الحدود على العالمين، وخصوصًا على أهله وعشيرته الأقربين، فاستقامتِ الأمور ببركاته، وظهرتِ الفتوح العظيمة بعزماته، وانتشرتِ الخيراتُ بمكرماته.

قال المصنف رحمه الله: وحكى لي الشيخ [الصالح الفاضل] (3) أبو العَبَّاس ابن تاميت المغربي اللواتي بالدِّيار المِصْرية [بالقرافة في] (3) سنة أربعين وست مئة من فضائله الغرائب، وكان قد صحبه زمانًا، وانتفع به، واستفاد منه. قال: وكل ما أحكيه عنه فإنّما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015