وحجَّ بالنَاس من بغداد شمس الدين أصبه، ومن الشام سيف الدين محمد بن تميرك.
وفيها توفي
من ولد الواثق بالله، ويعرف بابن الغريق، كان شاعرًا فاضلًا أديبًا، ومن شعره: [من الخفيف]
ظهر اللؤم في الأنامِ لهذا ... صُنْتُ نفسي عن البريَّة طُرَّا
ورأيتُ الخمولَ أنفسَ شيءٍ ... ولزومَ البيوتِ أَوْلى وأحرى
وقال: [من السريع]
لا تَرْجُ مَنْ نِعْمَتُهُ أُحْدِثَتْ ... من بَعْدِ إملاقٍ وإعدامِ
فما ترى في وجهه راحةً ... هل يُوجد الرِّيُّ من الظَّامي
وقال: [من مخلع البسيط]
لم أكتحلْ في صباح يومٍ ... أُريقَ فيه دمُ الحسينِ
إلا لحُزْني فذاك أني ... سوَّدْتُ حتَّى بياضَ عَيني
وماتَ في ذي القَعْدة عن ثمانين سنة، ودُفِنَ بباب حَرْب.
أبو محمد الأقساسي، النَّقيب الطَّاهر، نقيب العلويين ببغداد.
كان فاضلًا أديبًا، قال: نمتُ ليلةً عن صلاتي، فرأيتُ أميرَ المؤمنين عليًّا عليه السَّلام في جامع الكوفة وحوله جماعة، فسلَّمت عليه، فلم يَرُدَّ عليّ، ودفعني بيده من