إن لم يكن لمحبِّك الروميِّ في ... فِعْلِ الوفاءِ مشابهٌ فَتَشَبَّهِ
أبو المعالي، القُطْب النَّيسابوري، الفقيه الشَّافعي.
ولد سنة خمسٍ وخمس مئة بنيسابور، [وأبوه من طُرَيثيث] (?)، وتفقَّه [القطب بنيسابور] (2) وسمع الحديث، ودرَّس بنظامية نَيسابور نيابةً عن ابن بنت الجُوَيني.
وقد قَدِمَ دمشق سنة أربعين [وخمس مئة] (2)، ووعظ بها، وما كان الوعظ [من] (2) فنه، وحَضَرَ نورُ الدِّين محمود مجلسه (?)، ودرَّس بالمجاهدية، ثم بالزَّاوية [الغربية في الجامع] (2) بعد وفاة نَصْر المقدسي، ثم سافر إلى حلب، ودرَّس بالمدرستين اللتين لنور الدين وأسد الدين، ثم عاد إلى دمشق، فحدَّث بها ودرَّس، وتوفي يوم عيد الفطر، وصُلِّي عليه بجامع دمشق، وكان يومًا مشهودًا، ودُفِنَ بمقابر الصوفية عند المُنَيبع، [وتزوج الفخر ابن عساكر ابنته، وذكره الحافظ ابن عساكر وأثنى عليه، وقال: ] (2) وكان حَسَنَ العِشْرة، كريمَ الأخلاق، متواضعًا، متردِّدًا إلى النَّاس، قليلَ التصنُّع، [سمع بنيسابور من هبة الله بن سهل وغيره، ورأى أبا نصر القشيري والمشايخ، وكان صالحًا ثقة صدوقًا] (2).
كان مجابَ الدَّعْوة، اتُّهم بسرقةٍ، فأُتي به إلى باب النُّوبي، ومُدَّ ليضرب، فرفع النَّقيب يده ليضربه، فيبست يده، فقال له حاجب الباب: ما لك؟ فقال: قد يبست يدي، فرفعوه من الأرض، فعادت يدُه صحيحة، فمدَّده، وعاد النقيب ليضربه، فيبست يده، فعلوا به ذلك ثلاثَ مرَّات، فلما كان في الثَّالثة بكى حاجبُ الباب، وقام له، وأجلسه إلى جانبه، واعتذر إليه، وكتب إلى الخليفة، فأخبره بأمره، فأمر أن يحسن إليه.