وفيها توفي
أبو الفوارس بن الصيفي التميمي، ويلقب بالحيصَ بَيصَ. كان شاعرًا فاضلًا، مدح الخلفاء والوزراء والأكابر، [وما خرج عليه هذا الاسم إلا لأنه لقي الناس في شدة واختلاط، فقال: ما للناس في حيص بيص، فلقب به] (?). ومات ببغداد في شعبان، وله ديوانٌ مشهور، وهو القائل في ابن طِرَاد (?): [من الكامل]
فتصدَّعوا متفرِّقين كأنهم ... مالٌ تفرِّقه يدُ ابنِ طِرَادِ
وقال: [من الرَّمل]
لا تَلُمْني في شقائي بالعُلا ... رَغَدُ العَيشُ لربَّاتِ الحِجَالِ
سيفُ عزٍّ زانه رونقُه ... فَهْوَ بالطَّبْع غنيٌّ عن صِقالِ
كلَّما أَوْسَعْتُ حِلْمي جاهلًا ... أوسعَ الجَهْلُ له فُحْشَ المقالِ
وإذا شاردةٌ فهتُ بها ... بَسَقَتْ مُرَّ النُّعامى (?) والشّمالِ
عَزَّ بأسي أنْ أُرى مُضْطَهدًا ... وأبى لي غَرْبُ (?) عزمي أن أُبالي (?)
وقال: [من الطويل]
أجنِّبُ أهل الأمر والنَّهْي زَوْرَتي ... وأغشى امرءًا في بيته وهو عاطل
وإني لسمحٌ بالسلام لأشعثٍ ... وعند الهُمامِ القَيلِ بالرَّدِّ باخِلُ
وما ذاك مِنْ كِبْرٍ ولكنْ سجيةٌ ... تعارِضُ تِيهًا عندهُمْ وتقابِلُ