وكان كوجك بخيلًا، كانت هديته إلى الخليفة عشر سكاكين، حَلَّها من وسطه، وجعل يبوس كل واحدة ويتركها بين يدي الخليفة، ولما حَجَّ ما فعل خيرًا قط، ولا تصدَّق بدِرْهم (?).
وحجَّ في هذه السنة أسد الدِّين شيركوه، فتصدَّق وفعل كلَّ خير، وأغنى أهل الحرمين، وأمر ببناء رباطه في مدينة النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، وأَوْصى إذا مات أن يُحملَ ويدفنَ فيه. وفيها انتهى تاريخ ابنُ القلانسي، ومات.
وفيها توفي
من شعره: [من الخفيف]
وُدُّ أَهْلِ الزَّوْراءِ زُوْرٌ فلا يَسـ ... ـكُنُ ذو خِبْرةٍ إلى ساكنيها
هيَ دارُ السَّلام حَسْبُ فلا يُطْ ... ـمَعُ فيها في غيرِ ما قيل فيها
سافر إلى مِصر، وتَقدَّم عند الصَّالح بن رزِّيك، وكان يحترمه لفَضْله، وبيته، وتوفِّي بمِصر في هذه السَّنة، وقيل: سنة إحدى وخمسين (?)، ومن شعره: [من البسيط]
يا صاحبيَّ أَطيلا في مُؤَانستي ... وذكِّراني بخُلَّاني وعُشَّاقي
وحَدِّثاني حديثَ الخَيفِ إنَّ به ... رَوْحًا لرُوحي وتَسْهيلًا لأخلاقي (?)