دينه على الدين كله، ألفاهر فوق عباده فلا يمانع، والظاهرعلى خليقته فلا ينازع، والآمر بما شاء فلا يراجع، وألفاكم بما يريد فلا يدافع، أحمده على إظفاره وإظهاره، وإعزازه لأولمانه ونصره لأنصاره، وتطهيره بيته المقدس من أدناس الشرك وأوضار، حمد من استشعر الحمد باطن سره وظاهراً جهاره، وأشهد أن لا آله الا الله وحده لا شريك له الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد، شهادة من طهر بالتوحيد قلبه، وأرضى به ربه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، رافع الشك ودافع الشرك وداحض الإفك، الذي أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعرج به منه إلى السموات العلى، إلى سدرة المنتهى، عندها جنة ألفاوى، ما زاغ البصر وما طغى، صلى الله عليه وعلى خيلفته أبي بكر الصديق ألفابق إلى الإيمان، وعلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أول من رفع عن هذا البيت شعار الصلمان، وعلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان ذي النورين جامع القرآن وعلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مزلزل الشرك ومكسر الأوثان، وعلى آله وأصحابه وألفابعين لهم بإحسان. أيها الناس! أبشروا برضوان الله الذي هو الداية القصوى والدرجة العلما لما يسره الله على أيديكم من استرداد هذه ألفالة من الأمة ألفالة، وردها إلى مقرها من الإسلام بعد ابتذالها في أيدى المشركين قريباً من مائة عام، وتطهير هذا البيت الذي أذن الله أن يرفع ويذكر فيها اسمه، وإماطة الشرك عن طرقه بعد أن امتد عليها رواقه واستقر فيها رسمه، ورفع قواعده بالتوحيد، فإنه بنى عليه وشيد بنيانه بالتمجيد، وإنه أسس على التقوى من خلفه ومن بين يديه، فهو موطن أبيكم ابراهيم ومعراج نبيكم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، وقبلتكمم التي كنتم تصلون إليها في ابتداء الإسلام، وهو مقر الأنبياء ومقدس الأولياء، ومدفن إلىسل ومهبط الوحي، ومنزل به ينزل الأمر والنهي، وهو في أرض المحشر وصعيد المنشر، وهو في الأرض المقدسة التي ذكرها الله تعالى في كتابه المبين، وهو المسجد الذي صلى فيه رسول الله بالملائكة المقربين، وهو البلد الذي بعث الله إليه عبده ورسوله وكلمته التي ألفاها إلى مريم وروحه عيسى الذي كرمه برسالته، وشرفه بنبوته، ولم يزحزحه عن رتبة عبوديته، فقال تعالى: " لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون "، - النساء 172 - كذب العادلون بالله وضلوا ضلالاً بعيداً، ما اتخذ الله من ولد وما
كان معه إله، إذا لذهب كل إله بما خلق، وأملا الآية " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم "، أألفائدة 17، 72 - إلى آخر الآيات من ألفائدة..... وهو أول القبلتين وثاني المسجد وثالث الحرمين، لا تشد إلىحال بعد المسجدين إلا إليه، ولا تعقد الخناصر بعد الموطنين إلا عليه. وهذا نحو من ثلث خطبته، رمت الاقتصار إيثاراً للاختصار. وفيها توفي الحافظ أبو أحمد معمر بن عبد الواحد القرشي العبشمي الأصبهاني، معه إله، إذا لذهب كل إله بما خلق، وأملا الآية " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم "، أألفائدة 17، 72 - إلى آخر الآيات من ألفائدة..... وهو أول القبلتين وثاني المسجد وثالث الحرمين، لا تشد إلىحال بعد المسجدين إلا إليه، ولا