الخبراء، وقد ذكرت في كتاب: خلاصة المفاخر في أخبار مناقب الشيخ عبد ألفادر وفي كتاب: نشر المحاسن ألفالية في فضل المشايخ أولي المقامات ألفالية، وغيرهما أن جمهور شيوخ اليمن يرجعون في لبس الخرقة إليه، بعضهم لبسها من يده لما قدمت أعلام فضائله عليهم، والأكثرون من رسول أرسله إليهم. وفيه وفي ألفاس الخرقة وانتساب معظم شيوخ اليمن في لبسها إليه. قلت في بعض القصيدات العشرة الأولة من هذه الأبيات:
وفي منهج الأشياخ ألفاس خرقة ... لهم سنة أصل روى ذاك عن أصل
ولبس اليمانيين يرجع غألفا ... إلى سيد سامي فخار على الكل
إمام الورى قطب الملا قائلاً على ... رقاب جميع الأولما قدمي أعلى
فطأطأ له، كل بشرق ومغرب ... رقاباً سوى فرد فعوقب بالعزل
مليك له التصريف في الكون نافذ ... بشرق وغرب الأرض والوعر والسهل
سراج الدجى شمس على فلك العلى ... بجيلان مبدؤها طلوعاً بلا أفل
طراز جمال مذهب فوق حلة ... غد الكون فيها الدهر يختال ذا رفل
يتيمة در زان عقد ولأنه ... يهيج على جيد الوجود به مجلي
لجدواك يا بحر الندى عبد قادرإلىيافعي ذو افتقار وذو محل
قفا هاهنا في رأس نهر عيونهم ... ملاها ومن بحر النبوة مستملي
وسبحانك اللهم رباً مقدساً ... وواسع فضل للورى فضله مولي
وأما كراماته رضي الله عنه، فخارجة عن الحصر، وقد ذكرت شيئاً منها في كتاب نشر المحاسن، وقد أخبرني من أدركت من أعلام الأئمة الأكابر أن كراماته تواترت، أو قريب من التواتر. ومعلوم بالاتفاق أنه لم يظهر ظهور كراماته لغيره من شيوخ الآفاق. وها أنا أقتصر في هذا الكتاب على واحدة منها، وهي ما روى الشيخ الإمام الفقيه العالم المقرىء أبو الحسن علي بن يوسف بن جرير بن معضاد الشافعي اللخمي في مناقب الشيخ عبد ألفادر بسنده من خمس طرق، وعن جماعة من الشيوخ الجلة أعلام الهدى العارفين المقنتين للاقتداء قالوا: جاءت امرأة بولدها إلى الشيخ عبد ألفادر، فقالت له: يا سيدي، إني رأيت قلب ابني هذا شديد التعلق بك، وقد خرجت عن حقي فيه لله عز وجل، ولك. فقبله الشيخ، وأمره بالمجاهدة وسلوك الطريق، فدخلت أمه عليه يوماً فوجدته نحيلاً مصفراًمن آثار الجوع والسهر، ووجدته يأكل قرصاً من الشعير، فدخلت إلى الشيخ فوجدت بين يديه إناء فيه عظام دجاجة مسلوقة قد أكلها، فقالت: يا سيدي؛ تأكل لحم دجاج ويأكل ابني خبز الشعير!! فوضع يده على تلك العظام وقال: قومي بإذن الله تعالى الذي يحيي العظام وهي