الله عليه وآله وسلم، وأظنه صلى الله عليه وآله وسلم فعل ذلك بي. والحمد لله على جميع ذلك، وأسأله الزيادة والإعادة من المهالك، وأن يجزي سيدنا محمداً وآله عنا أفضل الجزاء، وأن يوزعنا شكر نعمته، ويعيدنا من المكر والشقاء.

سنة تسع وخمسين وخمس مائة

فيها كسر نور الدين الفرنج، وأحاط بهم المسلمون فاستجر القتل والأسر بهم، فأسر صاحب أنطاكية وصاحب طرابلس ومقدم نصارى إلىو، وتسلم نور الدين بعض القلاع. وفيها سار ملك القسطنطينية بجيوشه، وقصد بلاد الإسلام، فلما قاربوا مملكة أرسلان جعل التركمان يبيتونهم، ويغزون عليهم في الليل، حتى قتلوا منهم نحو عشرة آلاف، فردوا بذل وخيبة، وطمع فيهم المسلمون، وأخذوا لهم عدة حصون. وفيها سار جيش نور الدين مع مقدم عسكر أسد الدين، فدخلوا مصر، وقتل الملك المنصور الضرغام الذي كان قد قهر شاور السعدي، ثم تمكن شاور، وخاف من عسكر الشام، واستنجد بالفرنج، فأنجدوه من القدس وما يليه، ثم صالحوا أسد الدين، ورجع إلى الشام. وفيها توفي صاحب سجستان أبو الفضل نصر بن خلف، عمر مائة سنة، ملك منها ثمانين سنة، وكان عادلاً حسن السيرة، وما بلغنا أن أحداً من الملوك بلغ ملكه مثل هذا القدر. وفيها توفي وزير صاحب الموصل محمد بن علي المعروف بالجواد الأصبهاني. كان دمث الأخلاق مسن المحاضرة مقبول المفاكهة، استوزره صاحب الموصل، وفوض الأمور وتدبير الدولة إليه، وظهر حينئذ جود الوزير، وانبسطت يده، ولم يزل يعطي ويبذل الأموال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015