فلم يشهد له جنازة، ولا صلى عليه أحد ظاهراً، ولا جر ذنب فرس من أجل موته.
فيها لما علم تتش في دمشق بموت أخيه أنفق الأموال، وتوجه ليأخذ السلطنة، فسار معه من حلب قسيم الدولة مولى السلطان ملك شاه، ودخل في طاعته صاحب أنطاكية وصاحب الرها وحران. ثم سار، وأخذ الرحبة في أول سنة ست، ثم نازل نصيبين، فأخذها عنوة، وقتل بها خلقاً كثيراً، ونهبها، ثم سار إلى الموصل، فالتقاه ابراهيم العقيلي في ثلاثين ألفاً، وتعرف بوقعة المصن، فانهزموا، وأسر ابراهيم، فقتله صبراً، فأقر أخاه علياً على الموصل لأنه ابن عمه. ولم يحج ركب العراق في السنة المذكورة، وحج ركب الشام، فنهبهم صاحب مكة محمد بن أبي هشا، ونهبتهم العربان، توصل من سلم في حالة عجيبة. وفيها توفي أبو الفضل الأصبهاني الحداد. روى ببغداد وأصبهان، وروى الحلية ببغداد. وفيها توفي الحافظ أبو مسعود سليمان بن ابراهيم الأصبهاني. قال السمعاني: جمع وصنف وخرج على الصحيحين. وروى عن محمد بن ابراهيم الجرجاني وأبي بكر بن مردويه وخلق. ولقي ببغداد أبا بكر المتقي وطبقته. وفيها توفي الشيخ أبو الفرج الشيرازي الحنبلي عبد الواحد بن محمد الفقيه القدوة.
وفيها توفي شيخ الإسلام الهكاري أبو الحسن علي بن أحمد الأموي من ذرية عتبة بن أبي سفيان بن حرب. وكان صالحاً زاهداً ربانياً ذا وقار وهيبة وأتباع ومريدين. رحل في الحديث، وسمع من أبي عبد الله الفراء وأبي القاسم بن بشران وطائفة. وفيها توفي مسند خراسان أبو المظفر موسى بن عمران الأنصاري. وفيها توفي أبو الفتح نصر بن الحسين الشاشي نزيل سمرقند. روى صحيح مسلم عن عبد الغافر، وسمع بمصر من جماعة، ودخل الأندلس، فحدث بها. وفيها توفي الحافظ أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي. سمع بخراسان والعراق وفارس واليمن ومصر والشام، ومات كهلاً، وكان صوفياً صالحاً متقشفاً.