على تملكها.

ولما افتتح ملك شاه حلب والجزيرة، قدم بغداد وهو أول قدومه إليها ثم خرج يصيد، وعمل منارة القرون من كثرة وحش صاده، ثم رد إلى أصبهان. وفيها أعيدت الخطبة العباسية بالحرمين، وقطعت خطبة العبيديين. وفيها توفي شيخ الشيوخ ببغداد: أبو سعد أحمد بن محمد النيسابوري، وكان منظما عند نظام الملث وأهل الدولة، وله رباط مشهور ومريدون. وفيها توفي طاهر بن محمد بن محمد أبو عبد الرحمن المستملي، والد زاهر. روى عن أبي بكر الحيري وطائفة. وكان فقيهاً صالحاً ومحدثاً عارفاً، له بصر تام بالشروط. وفيها توفي أبو الحسن علي بن فضال المجاشعي القيرواني، صاحب المصنفات في العربية والتفسير، وكان من أوعيه العلم. وفيها توفي أبو الفضل محمد بن عبد الله النيسابوري الرجل الصالح. روى عن أبي نعيم الاسفرائيني، وأبي الحسن العلوي، وطبقتهما. وفيها توفي مسند العراق أبو نصر محمد بن علي الهاشمي العباسي رحمه الله.

سنة ثمانين واربع مائة

فيها عرس المقتدي بالله على ابنة السلطان، وكان وقتاً مشهوداً، أنفق فيه الخليفة أموالاً كثيرة، وخلع على سائر الأمراء، ومد سماطاً هائلاً. وفيها توفي مقرىء الأندلس عبد الله بن شميل الأنصاري المرسي رحمه الله. وفيها توفيت فاطمة بنت الشيخ أبي علي الدقاق، الزاهدة العابدة، زوجة الأستاذ أبي القاسم القشيري. كانت كبيرة القدر عالية الاسناد. روت عن أبي نعيم الاسفرائيني والحاكم والعلوي وطائفة. وفيها توفيت فاطمة بنت الحسن بن علي الأقرع، أم الفضل البغدادية، الكاتبة التي جودوا على خطها، وكانت تنقل طريقة ابن البواب. حكت أنها كتبت ورقة للوزير الكندي فأعطاها ألف دينار. روت عن أبي عمر الفارسي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015