جاورت أعدائي وجاور ربه ... شتان بين جواره وجواري

والتهامي نسبة إلى تهامة، وهي خطة متسعة بين الحجاز وأطراف اليمن. وله:

إني لأرحم حسدي لحرما ... ضمنت صدورهم من الإوغار

نظروا صنيع الله بي فعيرتهم ... في جنة وقلوبهم في نار

سنة سبع عشرة وأربع مائة

فيها هجمت الجند على الكر، فنهبوه وأحرقوا الأسواق، فوقعت الرعاع في النهب، وأشرف الناس على التلف، فقام المرتضى وطلع إلى الخليفة، فخلع وتكلم في القضية، فجعل يعير عليه، ثم ضبطت محال بغداد، وشرعوا في المصادرات. وفيها توقني الإمام أبو بكر القفال المروزي، عبد الله بن أحمد شيخ الشافعية بخراسان، حذق في صنعته حتى عمل قفلاً بمفتاحه وزن أربع حبات، فلما صار ابن ثلاثين سنة أحس في ذكاء، وحبب الله إليه الفقه، واشتغل به، فشرع فيه وهو صاحب طريقة الخراسانيين وفي الفقه. عاش تسعين سنة. قال ناصر العمري: لم يكن في زمانه أفقه منه، ولا يكون بعده. كنا نقول إنه ملك في صورة آدمي قلت: وهو القفال المتقدم ذكره مع السلطان محمود، الملقب يمين الدولة وأمين الملة ابن ناصر الدولة، ولة ذكر في صلاته على مذهب الشافعي فقهاً، والمجرية على مذهب أبي حنيفة في القصة المتقدم ذكرها في سنة عشرة وأربعمائة. قالوا: وكان وحيد زمانه فقهاً وحفظاً وورعاً وزهداً، واشتغل عليه خلق كثير، منهم الأئمة الكبار؛ القاضي حسين، والشيخ أبو محمد الجويني، وابنه إمام الحرمين، والشيخ أبو علي السبخي وغيرهم، وكل واحد من هؤلاء صار إماماً يشار إليه، ولهم التصانيف النافعة، وأخذ عنهم أئمة كبار أيضاً. والقفال المذكور ممن شرح فروع الإمام الفقيه أبي بكر بن الحداد المصري، فأجاد في شرحها رحمة الله تعالى عليهم أجمعين. وفي السنة المذكورة توفي الحافظا أبو حازم عمر بن أحمد الهذلي المسعودي النيسابوري، توفي يوم عيد الفطر. قال الخطيب: كان ثقة صادقاً حافظاً عارفاً، وقال غيره: يقال إنه كتب عن عشرة أنفس عشرة آلاف جزء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015