سنة ثلاث عشرة وأربع مائة

فيها تقدم بعض الباطنية من المصريين إلى الحجر الاسود، فضربه بدبوس، فقتلوه في الحال. قال محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي: قام يضرب الحجر ثلاث ضربات، وقال: إلى متى يعبد الحجر؟ ولا محمد ولا علي فيمنعني ما أفعله، فإني اليوم أهدم هذا البيت. فأنفاه أكثر الحاضرين، وكاد أن يفلت وكان أحمر أشقر جسيماً طويلاً وكان على باب المسجد عشر فوارس ينصرونه، فاحتسب رجل، ووجأه بخنجر، ثم تكاثروا عليه، فهلك، وأحرق، وقتل جماعة ممن اتهم بمعاونته، واختبط الوفد، ومال الناس على ركب مصريين بالنهب. وتخشن وجه الحجر، وتساقط منه شظايا يسيرة، وتشقق، وظهر مكسرة أسمر يضرب إلى صفرة محبباً مثل الخشخاش، فعجن الفتات بالمسك، وأكد، وحشيت الشقوق، وطلبت، فهو يبين لمن تأمله. وفيها توفي عالم الشيعة وإمام الرافضة صاحب التصانيف الكثيرة، شيخهم المعروف بالمفيد وبابن المعلم أيضاً، البارع في الكلام والجدل والفقه. وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية. قال ابن أبي طي: وكان كثير الصدقات، عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم، خشن اللباس، وقال غيره: كان عضد الدولة ربما زار الشيخ المفيد، وكان شيخاً ربعة نحيفاً أسمر، عاش ستاً وسبعين سنة، وله اكثر من مائتي مصنف، كانت جنازته مشهودة، وشيعه ثمانون ألفاً من الرافضة والشيعة، وأراح الله منه. وكان موته في رمضان.

سنة أربع عشرة وأربع مائة

فيها توفي الشيخ أبو الحسن، المعروف بابن جهضم الهمداني، شيخ الصوفية بالحرم الشريف ومؤلف كتاب بهجة الأسرار في التصوف وفيها توفي الحافظ ابن الحافظ أبو القاسم تمام بن محمد البجلي الرازي الدمشقي. وفيها توفي القاضي عبد الجبار بن أحمد، من رؤوس أئمة المعتزلة وشيوخهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015