أصبغ وخلق، وهو أكبر شيخ لابن حزم.
وفيها توفني قاضي قضاة العبيديين وابن قاضيهم؛ عبد العزيز بن محمد بن نعمان. قتله الحاكم وقتل معه قائد القواد حسين أبن القائد جوهر، وبعث من حمل إليه رأس قاضي طرابلس أبي الحسين علي بن عبد الواحد، لكونه سلم عزاز إلى متولي حلب. وفيها توفي أبو الحسن العلوي النيسابوري شيخ الأشراف، وكان سيداً نبيلاً صالحاً. قال الحاكم: عقد له مجلس الإملاء، واتتقبت له ألف حديث، وكان يعد في مجلسه ألف محبرة. وفيها وقيل في التي قبلها ترفي أبو الفتح علي بن محمد البستي الكاتب الشاعر المشهور، ومن ألفاظه المليحة ما تقدم من قوله: من أصلح فاسده أرغم حاسده، إلى آخرها.
فيها كتب محضر ببغداد في القدح في النسب الذي يدعيه خلفاء مصر العبيديون وفي عقائدهم، وأنهم زنادقة منسوبون إلى الخرمية بضم الخاء المعجمة وفتح الراء وكسرالميم وفتح المثناة من تحت مشددة وفي آخره هاء إخوان الكافرين، شهادة يتقرب بها إلى رب العالمين، وإن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم حكم الله تعالى عليه بالبوار مع كلام طويل قاله فيه: لما صار الملقب بالمهدي إلى المغرب، تسمى بعبيد الله، وتلقب بالمهدي، وهو ممن تقدم من سفلة الأنجاس، أدعياء خوارج، لا نسب لهم في ولد علي رضي الله تعالى عنه، وقد كان هذا الإنكار شائعاً بالحرمين، ولا نعلم أحداً من الطالبيين توقف في إطلاق القول في هؤلاء الخوارج أنهم ادعياء، وإن هذا الناجم بمصر وسيلة كفار وفساق بمذهب التنوية والمجوسية معتقدون قد عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وسفكوا الدماء، وسبوا الأنبياء، ولعنوا السلف، وادعوا الربوبية. وكتب في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة، وكتب خلق في المحضر: منهم الشريف المرتضى وأخوه الشريف الرضي وجماعة من الكبار العلوية، والقاضي أبو محمد الأكفاني، والإمام أبو حامد الاسفراييني، والإمام أبو الحسين القدوري، وخلق كثير.