/سنة احدى واربع مائة

فيها أقام صاحب الموصل الدعوة ببلده للحاكم أحد خلفاء الباطنية، لأن رسل الحاكم تكررت إلى صاحب الموصل قرواش بفتح القاف والراء وبعد الألف شين معجمة ابن مخلد بفتح اللام فأفسدوه، فسار قرواش إلى الكوفة، فأقام بها الخطبة للحاكم وبالمدائن، وأمر خطيب الأنبار بذلك، فهرب وأبدى قرواش صفحة الخلاف، وعاث، وأفسد، فأرسل القادر بالله، إلى الملك بهاء الدولة الإمام أبي بكر الباقلاني فقال: قد كاتبنا أبا علي عميد الجيوش في ذلك، ورسمنا بأن ينفق في العسكر مائة ألف دينار، وإن دعت الحاجة إلى مجيئنا قدمنا. ثم إن قرواش خاف الغلبة فأرسل يعتذر، وأعاد الخطبة العباسية، ولم يحج ركب العراق لفساد الوقت. وفيها توفي عميد الجيوش أبو علي الحسين بن أبي جعفر، وكان أبوه من حجاب عضد الدولة. وخدم أبو علي بهاء الدولة، وترقت مرتبته، فولاه نائباً عنه بالعراق، فأحسن سياستها، وأبطل عاشوراء الرافضة، وأباد الحرامية والشطار، وصار عدله ذا اشتهار. وفي عدله وهيبته حكايات ذكرها العلماء والأخيار. وفيها توفي العالم الكبير أبو عمرو أحمد بن عبد الملك الاشبيلي المالكي. انتهت إليه رئاسة العلم بالأندلس في زمانه، مع الورع والصيانة، ودعي إلى القضاء بقرطبة مرتين فامتفع، وصنف كتاب الاستيعاب في مذهب مالك في عشر مجلدات. وفيها توفي صاحب كتاب الغريبين أحمد بن محمد الهروي. كان من العلماء، وما أقصر في كتابه المذكور، وكان يصحب أبا منصور الأزهري اللغوي، وعليه اشتغل، وبه انتفع وتخرج، وكتابه المذكور جمع فيه بين تفسير غريب القرآن الكريم وغريب حديث الرسول عليه السلام، وهو من الكتب النافعة التي سارت في الإذاق الشاسعة. وفيها توفي أبو عمر أحمد بن محمد القرطبي الأموي مولاهم، روى عن قاسم بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015