راقبتني العيون فيك فأشفقت ... ولم أخل قط من إشفاق
ورأيت العدو يحسدني فيك ... محداً يا أنفس الأعلاق
فتمنيت أن تكوني بعيداً ... والذي بيننا من الود باق
رب هجر يكون من خوف هجر ... وفراق يكون من خوف فراق
قال ابن خلكان: رأيت هذه الأبيات بعينها في ديوان عبد المحسن الصوري، والله تعالى أعلم لمن هي، منهما ومن شعره أيضاً:
أقبله على جزع ... أكثر بالطائر الفزع
رأى ماء فأطعمه ... وخاف عواقب الطمع
وصادف خلسة فدنا ... ولم يلتذ بالجزع
ويحكى أن ابن عمه أبا فراس كان يوماً بين يديه في نفر من ندمائه، فقال سيف الدولة: أيكم يجيز قولي، وليس له إلا سيدي، يعني أبا فراس:
لك جسمي بعله ... فدمي لم تحله
فارتجل أبو فراس وقال:
إن كنت مالكاً ... فلي الأمر كله
فاستحسنه وأعطاه ضيعة بأعمال منبج المدينة المعروفة، تغل ألفي دينار كل سنة ومن شعر سيف الدولة أيضاً:
تجني علي الذنب والذنب ذنبه ... وعاتبني ظلماً وفي شقه العنب
إذا برم المولى بخدمة عبده ... يجني له ذنباً وإن لم يكن ذنب
وأعرض لما صار قلبي بكفه ... فهلا جفاني حين كان لي القلب
وذكر الثعالبي في اليتيمة أن سيف الدوله كتب إلى أخيه ناصر الدولة:
رضيت لك العليا وإن كنت أهلها ... وقلت لهم بيني وبين أخي فرق
ولم يك لي عنها نكول وإنما ... تحافيت عن حقي فتم لك الحق
ولا بد لي من أن أكون مصلياً ... إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق
ويحكى أن سيف الدولة كان يوماً بمجلسه، والشعراء ينشدونه، فتقدم إنسان رث