قلت: وذكر الشيخ المشكور الولي المشهور صفي الدين بن أبي المنصور، أن امرأة بجيزة مصر أقامت ثلاثين سنة لا تأكل، ولا تشرب في مكان واحد، لا تتألم بحر ولا برد.

وفيها توفي محمد بن أسد المديني، أبو عبد الله الزاهد، ويقال أنه مجاب الدعوة، عمر أكثر من مائة سنة، رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الحافظ محمد بن عبدوس.

أربع وتسعين ومائتين

وفيها أخذ ركب العراق زكرويه القرمطي، وقتل الناس قتلاً ذريعاً، وحوى ما قيمته ألف ألف دينار، وهلك من الحجيج عشرون ألف إنسان، ووقع البكاء والنوح في البلدان، وعظم هذا على المكتفي، فبعث الجيش لقتاله، فالتقوا فأسر زكرويه وخلق من أصحابه، وكان مجروحاً فمات، وأراح الله منه بعد خمسة أيام، وحمل ميتاً إلى بغداد، وقتل أصحابه، ثم أحرقوا وتمزق أصحابه في البرية.

وفيها توفي الحافظ الكبير أبو علي صالح بن محمد الأسدي البغدادي، محدث ما وراء النهر، نزل بخارى، وليس معه كتاب، فروى به الكثير من حفظه، رروى عن سعدويه الواسطي، وعلي بن الجعد وطبقتهما، ورحل إلى الشام ومصر والنواحي، وصنف وخرج وعدل. وكان صاحب نوادر ومزاح.

وفيها توفي الإمام إسحاق بن راهويه، روى عن أبيه وعلي بن المديني.

وفيها توفي الحافظ أيوب بن يحيى البجلي الرازي محدث الري يوم عاشوراء، وهو في عشر المائة.

وفيها توفي الإمام، أحد الأعلام محمد بن نصر المروزي، وكان رأساً في الفقه والحديث والعبادة. روي أنه كان يقع الذباب على أذنه وهو في الصلاة فيسيل الدم، ولا يذبه، كان ينتصب كأنه خشبة.

وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي: كان من أعلم الناس بالإختلاف، وصنف كتباً وقال شيخه في الفقه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: كان محمد بن نصر عندنا إماماً، فكيف بخراسان؟. وقال غيره: لم يك للشافعية في وقته مثله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015