إذا بلغتني وحملن رحلي ... عرابة فاشرقي بدم الوتين

وجاء بعدهما أبو نواس فأوضح هذا المعنى بقوله في الأمير محمد بن هارون الرشيد:

وإذا المطي بنا بلغن محمدا ... فظهورهن على الرجال حرام

فأحسن في هذا المعنى لأنهما أوعدا ناقتيهما بالذبح، وأبو نواس وعدهما بتحريم الركوب على ظهرها وأراحها من الكد في الأسفار، وقابلها بالاحسان لكونها بلغته إلى احسان استغنى به عن الأسفار، وإن كان هذا الاستغناء مفهوماً من قولهما قبله لكن هما جازاها بالذبح والانعطاب، وهو بالاستراحة من الأسفار وما فيها من العذاب.

سنة ثمان عشرة ومائة

فيها توفي علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب جد الخلفاء العباسية بأرض البلقاء. ولد ليلة قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان من أجمل قريش وأجلها، قال الأوزاعي وغيره: كان يسجد كل يوم ألف سجدة ولذلك يقال له السجاد قلت وقد تقدم هذا مع غيره. وفيها توفي عمرو بن شعيب، وأبو عشانة بالعين المهملة والشين المعجمة والنون.

سنة تسع عشرة ومائة

فيها توفي إياس بن سلمة بن الأكوع، وحبيب بن أبي ثابت فقيه الكوفة ومفتيها، وقيس بن سعد المكي صاحب عطاء وكان المفتي بمكة في وقته.

سنة عشرين ومائة

فيها توفي أنس بن سيرين، وفقيه الكوفة أبو إسماعيل حماد بن أبي سليمان صاحب إبراهيم النخعي، روى عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وطائفة، وكان سريا محتشما يفطر كل ليلة في رمضان خمس مائة إنسان، وقال شعبة: كان صدوق اللسان، وعاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأنصاري شيخ محمد بن إسحاق، وكان اخبارياً علامة بالمغازي، وأبو معبد عبد الله بن كثير الكناني مولاهم الفارسي الأصل قارىء أهل مكة وقاضي الجماعة فيها، وهو من الطبقة الثانية من التابعين، قرأ على عبد الله بن السائب المخزومي وعلى مجاهد، وحدث عن أبي الزبير وغيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015