إنه سرق لي ثور، فخاطرك سعى في رجوعه إلي فقال له: أتريد أن يرجع ثورك قال: نعم قال: اذهب إلى المكان الفلاني نجد فيه شيخاً فألزمه، فعنده ثورك، فذهب إلى المكان الذي ذكر، فوجد فيه الشيخ الحكمي، فقال له: يا شيخ رد علي ثوري، فقال: من قال لك هذا محمد بن حسين؟ قال: رد علي ثوري، وخل عنك هفا الكلام، قال: وما صفة ثورك؟ قال: تسرق ثوري وما تعرف صفته: فضحك الشيخ، وقال له: اذهب إلى الشعب الفلاني في الجبل الفلاني تجد ثورك مربوطاً في شجرة، فحله وخذه، فذهب إلى الشعب المذكور، فوجد الثور مربوطاً كما ذكر فحله، وذهب به مسروراً، وجاء السارق، فلم يجده، فرجع محزوناً ومحسوراً، ورجع كل من الشيخين الدالين له مأجوراً ومبروراً.

ومنهم في شجينة بضم الشين المعجمة وفتح الجيم وسكون المثناة من تحت، وفتح النون الإمام الوليان الشهيران علي بن إبراهيم، وابنه إبراهيم الساكنان في شجينة، وفي عواجة مقبوران.

ومما حدثت من كرامات علي المذكور أن بعض الناس أودع عند امرأة وديعة سافر، فهلكت المرأة، ولم يعلم أين تركت الوديعة، فجاء صاحبها يطلبها، فلم يجد من يعلمه بمكانها، فذكر ذلك للفقيه علي المذكور، فقال: أرني قبرها، فلما وقف عليه خلابه ساعة، ثم استدعى بابن الهالكة، وقال له: هل في بيتكم شجرة حناء؟ قال: نعم، قال احفروا تحت أصلها، فالوديعة هنالك، فحفروا فوجدوها كما ذكر.

ومن كرامات ابنه ما أخبرني بعض أهل العلم أنه زار مع أبيه مساجد الفتح غربي المدينة الشريفة، فنبحهم كلب، فبصق عليه الابن المذكور، فمات الكلب، والتفت إليه أبوه، ولامه على ذلك.

ومنهم في الضحى بفتح الضاد المعجمة، وكسر الحاء المهملة الإمام الكبير الولي الشهير إسماعيل ابن السيد الجليل، الفقيه المحدث، الولي الوجيه محمد بن إسماعيل الحضرمي، وقد تقدم ذكر شيء من كراماته في ترجمته، وإليه الإشارة بقولي في غزل أخرى:

وخود في الضحى أضحت بحسن ... زها تختال فاقت للغواني

ومنهم في بيت عطا بحر الحقائق الذي سارت بفضله الركبان في المغارب والمشارق، الشيخ الجليل أبو الغيث بن جميل، وقد تقدم ذكر شيء من كريم مناقبه، وعظيم مواهبه وإليه الإشارة بقولي:

بيبت عطار عيطبول خربدة ... بجانبه في سابقات المحامل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015