ومنهم في التريبة بضم المثناة من فوق، وفتح الراء والموحدة بينهما مثناة من تحت ساكنة، الشيخ الكبير الولي الشهير، ذو المقامات الفاضلة، والكرامات الهائلة، الشيخ عيسى المعروف بالهتار بكسر الهاء وقبل الألف مثناة من فوق وبعدها راء.
ومن كراماته العظيمة انقلاب الخمر سمناً في قصة طويلة مختصرها أنه تابت على يده بعض المعروفات بالفساد، فزوجها من بعض الفقراء، وقال: اعملوا الوليمة عصيدة، ولا تشتروا لها أدماً، ففعلوا ذلك، وأحضروها، فذهب إنسان إلى أمير كان رفيقاً لتلك المرأة، فأعلمه بتوبتها وزواجها وحديث الوليمة، فما هان عليه، وما قدر يفعل شيئاً غير أنه أراد مكراً ليفضح به الفقراء، ويستهزأ بهم، وهو أنه أعطاه قارورتين مملوءتين خمراً، وقال: اذهب به إلى الشيخ، وقل له: يسرني ما بلغني عنكم، وسمعت أن الوليمة ما لها آدام، فخذوا هذا تأدموا به، فلما جاء رسوله بهما وجد الشيخ عيسى قاعداً منتظراً ما يأتي، فقال له: أبطأت يا بارد، ثم تناول أحدهما فصب ما فيها على العصيدة، ثم كذلك الأخرى، ثم قال: للرسول: اجلس وكل، فجلس وأكل، فذاق سمناً لم يذق مثله، فتحير عقله. ثم رجع إلى الأمير، فأخبره بذلك، فجاء وكل معهم، ورأى من انقلاب الخمر ما أدهش عقله، فتاب أيضاً.
ومنهم في ذوال بفتح الذال المعجمة، السيد الجليل العلي المقام، الفقيه العلامة زين الزمن، وبركة اليمن، ذو المناقب والمجد الأثيل أحمد بن موسى المعروف بابن عجيل، وإليه أشرت بقولي: وزينهم ابن العجيل شهيرهم، وأشرت إليه أيضاً في الغزل بقولي:
وكم في ذوال من ملاح ذوائب ... إذا بت قلوباً للنفوس الذوابل
كذات البها الحسنا عجيلة زهت ... بها سارت الركبان من كل راحل
ومن عظيم كراماته، وحميد سيرته ما تقدم في ترجمته: ومنهم في عواجة السيدان الكبيران، الوليان الشهيران، مطلعا الأنوار، وخزانتا الأسرار، ذو الفضائل العظمات، والكرامات الكريمات، الشيخ محمد بن أبي بكر الحكمي، والشيخ الفقيه محمد بن الحسين البجلي.
ومن غرائب الكرامات المذكورات عنهما أنه أتى بدوي إلى البجلي منهما، فقال له: