ومنهم في الحصى بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين، الشيخ الكبير الولي الشهير المعروف بالرعب بكسر الراء، وسكون العين المهملة، وبموحدة وهو الذي قطع بعض الرافضة لسانه لمدحه أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، فرأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام رد لسانه إلى موضعه، فانتبه وقد عاد لسانه إليه صحيحاً في قصة يطول ذكرها، وقعت للشيخ عمر المذكور وذلك في اليمن والحجاز مستفيض مشهور.
ومما روى لولده موسى أنه بنى مسجداً، فلما أخذ الصناع في تسقيفه قصر بعض الخشب عن بلوغ الجدار، فلما رأى ذلك قال لهم: اقعدوا تغدوا، فلما فرغوا من الغداء رجعوا إلى التسقيف، فوجدوا تلك الخشبة قد طالت، ووصلت إلى موضعها من الجدار. ومنهم في خنفر بالخاء المعجمة والنون والفاء والراء، الشيخ المشهور الولي المشكور محمد بن مبارك البركاني.
ومما بلغني من كراماته أنه سافر جماعة من أصحابه مع قافلة، فنهبت تلك القافلة، فنهب أصحابه، معهم، فرجعوا إليه، فقال: ما خبركم؟ فقالوا: نهبنا قال: فما عرفوكم. قالوا: بلى، ولكن أنتم يا فقراء نتبارك بكم، فقال: أنا ابن مبارك كم من يظن أنه أخذنا، ونحن أخذناه، ثم رنت ساعة، وإذا بالحرامية قد جاؤوا، وردوا متاع الفقراء.
ومنهم في موزع بفتح الميم والزاي، وسكون الواو في آخره عين مهملة، الفقيه الكبير الولي الشهير، وافر العطاء والنصيب عبد الله بن أبي بكر الخطيب المشار إليه في بعض قصائدي بقولي أحسن الله أحوالي مشيراً إلى العناية:
وكم خطبت لابن الخطيب وخاطبت ... وكم كشفت خطباً وأولته من فضل؟
وولته ملكاً نافذاً فيه حكمه ... وبالحلة الحسنا الرضية قد حلي
شيخ شخينا الشيخ مسعود الجاوي، وغيره من الشيوخ.
ومن غرائب كرامات الشيخ عبد الله ابن الخطيب المذكور أنه كان في شبابه مجاوراً في المدينة الشريفة، وكان إذا حصلت له فاقة يذهب إلى السوق، ويقترض من إنسان يبيع الهريسة ما يسد به، فاقته، فإذا اجتمع له عليه دين يقول له ذلك المهرس: قد جاءني رسولك بالدراهم التي عليك، ولم يزل هكذا يقترض، ويقضي الله تعالى عنه على يد شخص من رجال الغيب ذكر الشيخ المذكور أن ذلك الشخص هو الخضر عليه السلام، وعلى سائر